- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أنجيلا ميركل ترفض ارتداء غطاء الرأس في لقائها مع الملك سلمان
(مترجم)
الخبر:
لم تلتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باللباس السعودي المتشدد خلال محادثاتها مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يوم الأحد.
ويقتضي القانون السعودي عمومًا ارتداء النساء رداءً طويلاً بقطعة واحدة وتغطية شعرهن في الأماكن العامة، لكن السيدة ميركل أصبحت الأحدث من بين السياسيات الغربيات بعد أن نجحت في ترك شعرها مكشوفًا دون غطاء خلال زيارتها للمدينة الغربية، جدة.
وكانت رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي قد رفضت ارتداء العباءة التقليدية خلال زيارتها للمملكة الشهر الماضي، ورفضت أيضًا كلٌّ من ميشيل أوباما وهيلارى كلينتون هذا البروتوكول.
وفي الأسبوع الماضي صوت البرلمان الألماني على مشروع قانون يحظر على النساء العمل في بعض أدوار القطاع العام وهن يرتدين البرقع.
وكانت ميركل قد قالت بأن النقاب الذى يغطي الوجه كاملا "يجب منعه في أي مكان يكون فيه هذا الأمر ممكنًا من الناحية القانونية". موضحةً أنها أثارت قضية حقوق الإنسان مع القادة السعوديين، مثل نظام عقوبة الإعدام في البلاد، ودور المملكة في الحرب اليمنية التي شردت ما لا يقل عن مليوني شخص بحسب الأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى الاجتماعات مع حكام البلاد، التقت ميركل أيضًا بسيدات أعمال سعوديات، وعلقت: "إن لدي انطباعاً بأن البلاد تمر بمرحلة تغيير وأن هناك الكثير مما هو ممكن الآن منذ أكثر من عام، بيد أنه ما زال تحقيق ما نفهمه كمساواة بعيداً".
التعليق:
لا تفوت أنجيلا ميركل أية فرصة، تستطيع خلالها إظهار ازدرائها وعدم احترامها للإسلام والمسلمين في الحجاز وبلاد العالم الأخرى. وفي ذلك تشاطر ميركل رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمرشحة الرئاسية الفرنسية ماريان لوبان اللتين لم تذرا فرصةً تستطيعان خلالها إهانتنا في بلادنا.
البعض يفترض بأن ميركل، ومن قبلها ماي وبصورة أقل وضوحًا عند مارين لوبان كن جميعا يحاولن الإشارة إلى أن النساء الغربيات "متحررات" بل ويمكنهن أن يصبحن قائدات للدول.
لكن كلتا الرئيستين المستقلتين القويتين، ماي وميركل التي كانت أقل منها نجاحا، كانتا حريصتين على الشد على يد الزعيم الرأسمالي المتعصب والمتحيز ضد المرأة، الذي شوه سمعة النساء علنا، وتحدث عن معاملة النساء بأكثر الطرق إثارة للاشمئزاز. ولعلهما تتزلفان له كونه يشاركهما شعورهما المؤكد بتفوق "القيم" الغربية والكراهية للإسلام.
في العادة إذا ما زار رئيس آخر، فإن المتوقع مجاملته واحترامه للدولة المضيفة. لكن دون حياء أو خجل تفرض ميركل قيمها الغربية في بلاد المسلمين، في حين إنها تملي في الوقت ذاته على المرأة المسلمة ما يسمح لها بارتدائه في ألمانيا وما يمنع. ليس هذا نفاقا فحسب، لكنه أيضا يشوه سمعة رعايا المسلمين ومن يزور بلادها منهم. (انظر إلى مقالة Independent.co.uk: "نحن لسنا برقعا": الحكومة الألمانية تضع خطة من عشر نقاط لتحديد الهوية الوطنية").
ليس الأمر في الواقع متعلقا بالمرأة. بل هو جوهري قائم على أساس أبعد من ذلك، إنه متعلق بجذور عقيدة الفرد عن الحياة.
يبدو أن أيا من ميركل وماي وماري لوبان ينظرن إلى الإسلام من ناحية موضوعية عقلانية فكرية. وما يعد مأساويا عند البعض، بأنهم لا يستطيعون تخليص أنفسهم من غطرسة العقول الضيقة محدودة التفكير والكراهية غير العقلانية، التي تنوقلت من أيام الحروب الصليبية. وهكذا يظهرون عقليتهم الاستعمارية وردهم يكون بالإهانة لا بالتجربة والدراسة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة