- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل من اسمه نصيب...
إلاّ القمة الإسلامية في اسطنبول!!
الخبر:
تنعقد يوم الأربعاء القمة الإسلامية في اسطنبول لبحث الرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان يهود ونقل سفارة بلاده إليها، وتشهد القمة غياب العديد من قادة البلدان الإسلامية على رأسها السعودية ومصر، فيما تعهد وزير الخارجية التركي بأن تصدر "القمّة" رسالة قوية بشأن القدس، مشيرا أنه لا يمكن الصمت على الظلم الذي يمارسه كيان يهود على أهل فلسطين. (الجزيرة)
التعليق:
على مدار ثمانية وأربعين عاما منذ تأسيسها، ما فتئت منظمة التعاون الإسلامي تعقد قمة وراء قمة واجتماعا وراء الآخر ولم تحلّ قضية من قضايا المسلمين ولم تدفع شرا عنهم، خصوصا فيما يتعلق بقضية القدس والمسجد الأقصى التي كانت السبب المزعوم وراء تأسيسها سنة 1969.
إن أول ما نسجله على هذه المنظمة هو قمة الهوان والصَّغار، أعضاؤها متنافرو القلوب متعددو الولاءات، منهم من يعاني من انعدام الوزن في السياسة الدولية والإقليمية، حتى إن حضورهم أو غيابهم لا يؤثر في القرارات وجدول الأعمال، إذ إنها لا تعدو أن تكون شعارات مُستَهلكة ومتكرّرة، لا تتجاوز الشجب والإدانة والاستنكار.
فما الجديد الذي سيصدر منهم بخصوص اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لكيان يهود؟ وما الذي سيقدمونه لنصرة بيت المقدس؟ وما هي الرسالة القوية التي تتعهد تركيا بإيصالها من خلال هذه القمة الإسلامية وتطبيعها مع كيان يهود مكشوف وفوق ذلك ولاؤها لأمريكا؟
ثم ما المقصود بأنه لا يمكن الصمت بعد اليوم عن الظلم؟ فهل ما حصل في فلسطين من تفريط في الأرض والعرض وانتهاك المقدسات وسفك الدماء والسجون والمجازر والمذابح على مدى سبعين عاما كان يحتمل الصمت، ومجرد الإعلان عن القدس عاصمة ليهود هو الذي لا يحتمل معه الصمت؟؟ ماذا بعد عدم الصمت إذا، كثرة الكلام؟؟!!
من المضحك حقا أن يعقد حكام المسلمين "القمم" وهم جميعا في الحضيض!! حضيض المذلّة للغرب الكافر المستعمر وعلى رأسه أمريكا المتعجرفة، حضيض النفاق السياسي والتآمر الدولي على أمتهم والمتاجرة بقضاياها، فبيع القدس والتفريط في المسجد الأقصى وكامل فلسطين لم تبدأ فصوله مع إعلان ترامب حتى ينتفضوا اليوم ويعقدوا قمة استثنائية ويتعهدوا بتبليغ التهديد والوعيد ويبحثوا في جداول أعمالهم المهترئة عن حلّ يحمل صفة شعار!
فسكوت حكام المسلمين على احتلال يهود لمعظم فلسطين كان منذ عام 1948، ثم سكوتهم عن احتلال باقي فلسطين عام 1967، كان أشد جرما من إعلان ترامب الأخير!
فليس بعد الكفر ذنب، لكن الذنب بل الجريمة الكبرى، هو تخاذل الحكام عن نصرة فلسطين وعدم تحريك الجيوش لتحريرها.
القمة الإسلامية في اسطنبول، حاضنة آخر عاصمة لدولة الخلافة، كل هذه المعاني العظيمة المذكورة ليس لاسمها نصيب في هذا الاجتماع الذي يعقده زمرة من العملاء المتواطئين!
فالحل الشرعي هو أن يجتمع عزمهم على تحكيم شرع الله، فيعطوا للأمة حقها في اختيار حاكمها، الخليفة الراشد، الذي يحكمها بالإسلام، ومن ثَمَّ يجتمع المسلمون في بلاد واحدة على صعيد واحد وهو عبادة الله سبحانه، فتُجيَّش عندها الجيوش وتحرر البلاد من فلسطين إلى كشمير إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى بورما… وليس بمثل هذه المؤتمرات، ولا بأمثال هؤلاء الحكام يمكن أن يقوم أمر الله!
وليتَ "حفيد العثمانيين" كما يدّعي يستحضر قول السلطان عبد الحميد الثاني حينما قال "لعمل المبضع في جسدي أهون عليّ من أعطي اليهود شبرا واحدا من أرض فلسطين".
إن ردود الأحرارعلى الأعداء في مثل هذه المواقف هي ردود الرجال الذي يملكون الشجاعة والقوة وفوق ذلك يتحلّون بالإيمان ومحبة الله ورسوله، وجوابهم بما سترون لا بما ستسمعون، هكذا لغة الأحرار!! أما لغة العبيد فتتمثل في "قمة إسلامية" للشجب والاستنكار!
عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾، «أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري