- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب على باكستان طرد أمريكا من أفغانستان، القلعة في السماء
(مترجم)
الخبر:
وفقا للسفير الأمريكي السابق في باكستان، ريتشارد ج. أولسون، والذي كتب لصحيفة نيويورك تايمز: (جاء قرار الرئيس ترامب الأسبوع الماضي القاضي بوقف معظم المساعدات الأمنية المقدمة إلى باكستان والذي سرعان ما أتبعه باتهامه باكستان بأنها "لم تقدم لنا شيئا سوى الكذب والخداع"، مشيرا إلى أن إدارته تمارس النهج المتشدد الذي توعد به الرئيس في آب/أغسطس.
وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي، تعليق المساعدات الأمنية بما في ذلك "تمويل دعم التحالف" الذي يعوض باكستان فيما يتعلق بعمليات مكافحة (الإرهاب) وبرنامج التمويل العسكري الأجنبي الذي يدفع ثمن شراء المعدات العسكرية الأمريكية والتدريب والخدمات. ومن المتوقع أن يؤثر القرار على نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات السنوية.
ولئن كان من المعقول عاطفيا أن يعاقب بلد يدعم الأعداء الأمريكيين في أفغانستان على مدى السنوات الـ 16 الماضية، فمن غير المرجح أن يكون نهج الإدارة ناجعا. فإن لدى باكستان نفوذا كبيرا أكثر مما يتصور الكثيرون.)
التعليق:
ربما كانت أفغانستان واحدة من أهم المكافآت الاستراتيجية العالمية، إذ إن تضاريسها الجبلية تؤمّن على نحو فعال حصنا في السماء عند اقتران غرب ووسط وجنوب آسيا. وبمجرد أن تحتجب بها، فليس هناك ما تخشاه سوى الشعب الأفغاني المسلم الذي لم يتسامح أبدا مع احتلال الكفر الخارجي لأراضيه. لقد تبنى الشعب الأفغاني الإسلام بمجرد وصوله إلى أراضيه، وأحد الأساطير المنقولة عن هذا الشعب هو أنه من القبائل الصالحة من بني إسرائيل، ما يعني أن ثوابهم مضاعف، كما جاء في القرآن الكريم عن صلاح أهل الكتاب الذين عبدوا الله قبل الإسلام ثم استمروا في عبادتهم الله بعد الإسلام: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص: 52-55].
إن أمريكا ليست إلا أحدث قوة انجذبت لقلعة السماء، وآخر من تذوّق صمود الشعب الأفغاني المسلم التقي. والآن، وفي يأس، تتطلع أمريكا مرة أخرى إلى القيادة الباكستانية لتستخدمها في تعطيل الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الأمريكي. في الواقع كانت القيادة الباكستانية، تحت حكم مشرف الشائن، تخون أفغانستان تحت شعار "باكستان أولا"، وبغير هذا الذي فعلته باكستان ما كان بإمكان أمريكا دخول قلعة السماء. وما نالته باكستان كمكافأة على هذا الغدر كان فقط تلقي الإساءة المستمرة من أمريكا لعدم تقديم الأولى للمزيد، واتهامها "بدعم العدو" في حين إن أمريكا هي التي تلقت دعم باكستان وخدماتها لها كل هذه السنوات. يقول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120]
يدرك الأمريكيون جيدا مدى ضعفهم، وكم هو يائس تهديدهم لباكستان. بل إن كثيرا من الأصوات داخل أمريكا نفسها تخشى من مخاطر إغراق باكستان. وكما يواصل السفير أولسن شرحه في مقالته فيقول:
(على مدى السنوات الـ 16 الماضية، كانت جهودنا العسكرية في أفغانستان غير الساحلية تعتمد على المرور عبر الأراضي الباكستانية والتحليق عبرها بشكل خاص. وفي غياب ترتيب مماثل غير محتمل مع إيران، فإن الخيارات الأخرى ليست جيدة. إن الدعم عبر دول آسيا الوسطى إلى الشمال ممكن من الناحية النظرية، ولكنه يعتمد على حسن النوايا الروسية. كفى أقوالا. فدون التعاون الباكستاني، سيخاطر جيشنا في أفغانستان بأن يصبح حوتا على الشاطئ.)
لو أن القيادة الباكستانية تضع ثقتها بالله فحسب عوض استسلامها لتهديدات الشيطان: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح