الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تَدابِيرُ أحمد الطيِّب لا تُحَرِّرُ القُدسَ ولا تَلِيقُ بِشَيخ بَل هِيَ نِتاجُ عَلمانِيَّةِ نَتِنَة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تَدابِيرُ أحمد الطيِّب لا تُحَرِّرُ القُدسَ ولا تَلِيقُ بِشَيخ

بَل هِيَ نِتاجُ عَلمانِيَّةِ نَتِنَة

 

 

 

الخبر:

 

في كلِمَةٍ لهُ أمَام "مؤتمر الأزهر العالميِّ لنُصرَة القدس" في القاهرة قال شيخ الأزهر أحمد الطيِّب: "إنَّ قرارَ ترامب الاعترافَ بالقُدسِ عَاصِمَة لكيانِ يَهود يجب أن يُقابلَ بتفكير إسْلاميٍّ وعَربيٍّ جَديدٍ وجِدِّيٍّ يَحتَرمُ عُروبَة القدس وحُرمَة المُقدسات الإسلاميَّة والنَّصرَانِيَّةِ، مُقتَرِحاً تخصيص العام 2018 ليكون عَامَاً للقدسِ الشَّريفِ تعريفاً بهِ ودَعماً مادِّياً ومَعنويَّاً للمَقدِسيِّين، ونشاطاً إعلامياً وثقافياً مُتواصِلاً من قِبَل مؤسَّساتٍ رَسميّةٍ، مثلِ جامعة الدُّوَل العربية، ومنظمة التّعاوُن الإسلاميِّ، ومُنظمَاتِ المُجتمع المَدنيّ". (القدس العربي - 2018/1/17 بِتَصَرُّف).

 

التعليق:

 

لمناقشة هذا الخبر لا بد من التوقُّفِ عند مِحورينِ:

 

الأول: إنَّه لمِن دَوَاعيْ الأسَفِ أنْ تَصدُرَ تَصريحاتٌ كالتي حَمَلها هذا الخَبر عن أعلى مسؤولٍ في جامعةٍ إسلامِيّةٍ عَريقَةٍ كالأزهر، الشيخ أحمد الطيِّب، تلكَ الجامعة التي سجَّلَ التأريخُ لشُيوخِها السَّابقينَ أروعَ المواقفِ المُشَرِّفةِ في وَجهِ نَفَرٍ من الطغاةِ الذين حَكمُوا مِصرَ، وضِدَّ الاستِعمار الفرنسيِّ الخَبيثِ، أبرزَتْ الوَجهَ الحقِيقيَّ للإسلام وعُلمائِهِ العامِلين ورَثةِ الأنبياء يومَ أوجَسُوا تعالِياً مِنهُم على شرعِ اللهِ تعالى، وتَعَدِّياً على حُرُماتِ المُسلمين، فَجَهروا بالحقِّ غيرَ آبِهِينَ بما يُصيبُهُم في سبيل إعلاء كلمة الله عزَّ وجلَّ، فاصطفَّ خلفَهُم الشَّارعُ المِصريُّ حينَ شاهدَ إخلاصَهُم ورُسُوخَ أقدَامِهِم، فما كانَ من أولئك الحُكام إلا أن أذعنوا لحُكم الله تعالى، ورجَعُوا عن غَيِّهِم. وتَجدُرُ الإشارةُ هنا إلى أنَّ مَنصِبَ "شيخ الأزهَر" أو كما يُسمَّى "الإمامَ الأكبر" باتَ سِنَّاً في دُولابِ مَنظومةِ الحكوماتِ الطاغوتيَّةِ، تُشرِفُ على انتخابهِ دَوائِرُ المُخابراتِ ليكونَ أداةً طيِّعَة في يدِ الحاكمِ يصدِرُ لهُ الفتاوَى على مَقاسِهِ عند المُلِمَّات...!

 

الثاني: أما اقتِراحُهُ ذلكَ الدَّعمَ الباهِتَ مادِّيَّاً ومَعنَوِيَّاً وإعلامِيَّاً كما زعمَ (فَضِيلَتُهُ) والتَّعريفَ بالقُدس ومِكانَتِهِا، مُتَوَسِّلاً بأشّدِّ المُؤَسَّساتِ هَشاشِةً وتَهافتاً كالجامِعةِ العربيَّةِ، ومُنظمة التَّعاوُنِ الإسلامِيِّ، اللتينِ أسَّسَ لهُما أعداءُ دِينِنَا وأمَّتِنا: بريطانيا الكافرة، وأمريكا زَعيمَة الإرهَابِ العَالمِيِّ لتكونا قنَواتٍ لحَشدِ تَوَجُّهاتِ وقراراتِ طواغيتِ حُكامِ المُسلِمينَ، وتوجِيهِها لما يَخدِمُ مصالِحَ الكفَّار، ويُسَوِّغُ اعتِداءَ المُعتَدينَ، وظلمَ الظالِمينَ، ونَهبَ خيراتِ المُستَضعفِين بأطُرٍ قانونِيَّةٍ وسِياسِيَّةٍ شيطانِيَّةٍ، تَلبِسُ الحقَّ بالباطلِ، وتَكتُمُ الحقَّ السَّافِرَ، فتَنصُر الجَلَّادَ على ضَحِيَّتِهِ بحسبِ شِرعَةِ الكُفرِ الرأسِماليَّة المُنبَثِقَةِ عن عقيدَةٍ مائِعَةٍ باطِلة تَعتَمِدُ الحُلولَ الوسَط، وما أخبَارُ فلسطينَ وكَشمير على سبيل المثالِ لا الحَصر عَنَّا بِبَعِيدة...! وأمَّا "مُنظماتُ المُجتَمَعِ المَدَنِيِّ" فَحَدِّث ولا حَرجَ، إذ هي أصلاً أذرُعٌ ومَجَسَّاتُ لدول الاستِكبار العالمِيِّ، تَموِيلاً وتَوجِيهاً، فأيُّ خيرٍ يُرتَجى منها؟! والحَقُّ الذي لا مِريَةَ فيهِ، أنَّ فِلَسطِينَ وبِضِمنِها القُدسُ لا يُحَرِّرُها مِن براثِنِ يهُود غيرُ جيوش الإسلامِ بقِيادةِ خليفَةِ المُسلمينَ القادِمِ قريباً بإذنِ الله تعالى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن الواثق – العراق

آخر تعديل علىالأحد, 21 كانون الثاني/يناير 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 21 كانون الثاني/يناير 2018م 15:46 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع