- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل سيؤدي التغريب الذي يسعى إليه ابن سلمان إلى التقدم أم إيجاد دولة ذليلة؟
الخبر:
يأتي تعيين وزير الثقافة مؤخراً في أعقاب تصميم ابن سلمان على تغريب الدولة السعودية، وهذا يثير سؤالًا محرجًا حول ما ستصبح عليه السعودية في نهاية عملية التغريب هذه.
التعليق:
ضمن حملة التغريب الجديدة من أجل تحقيق رؤية البلاد لعام 2030م، تتجه الحكومة السعودية إلى الترويج لعروض الأزياء والحفلات الموسيقية ومباريات المصارعة وتشجيع الاختلاط بين الرجال والنساء، ومع ذلك، هل تعتقد الحكومة حقا أنه من خلال توفير أشكال مختلفة من الترفيه وانفتاح البلاد أمام سياحة أكبر، فإن السعودية ستصبح دولة حديثة؟
وفقاً لمنظري التحديث، فإن العامل الرئيسي للتمييز بين مجتمع تقليدي وآخر عصري هو التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة. وعلى كلا الحالتين، فإن السعودية تقف خلف العالم الصناعي على الرغم من امتلاكها واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم، وبعد 86 سنة من (الاستقلال) عن بريطانيا، لا تزال السعودية دولة متخلفة، بفضل النظام الملكي السعودي.
بغض النظر عن مدى ما يواجه محمد بن سلمان وأتباعه من صعوبات في محاولة تغريب المسلمين في الحجاز، فإن البلاد بعيدة كل البعد عن التحديث. مع ذلك، قد يجادل المرء بأن "نيون سيتي" وهو مشروع بقيمة 500 مليار دولار لبناء مدينة على غرار مدينة دبي في السعودية، هي محاولة للحصول على تقنيات متقدمة، وهذا ربما يكون صحيحاً، لكنه يظل مجرد جهد يعتمد إلى حد كبير على حسن نية الشركات الغربية متعددة الجنسيات، وليس هناك ما يشير إلى أن هذه الشركات ستبيع أسرار التكنولوجيا الخاصة بها لتحفيز التحديث في السعودية، وقد حاولت دبي القيام بمشروع مشابه فيما يعرف بواحة دبي للسيليكون (DSO) وانتهى بها الأمر إلى مشروع عقاري آخر غير مرغوب.
إن الغرب هو السبب الرئيسي وراء فشل هذه المحاولات في تحويل المجتمعات التقليدية إلى واحة من الحداثة، فالغرب حريص على احتكار قدراته الصناعية وتقنياته المتقدمة وبراءاته الفكرية، وهذا عامل من عوامل تمكنه من استعمار العالم وفرض هيمنته عليه، وعليه فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن ابن سلمان سيتمكن من شراء التحديث الغربي.
لقد أشار منظّرو التبعية منذ فترة طويلة إلى أوجه القصور في عملية التحديث، وأظهروا كيف تستغل البلدان الغربية التصنيع والتكنولوجيات المتقدمة لجعل المجتمعات التقليدية معتمدة عليها إلى الأبد. في هذا الصدد، فإن ما يحدث في السعودية ليس تحديثا، بل إخضاع للبلد بأكمله للأمركة، وهي دولة تابعة لأمريكا.
لو تبنّى حكام السعودية الإسلام كأيديولوجية، لكان بإمكانهم تجنب هذا الفخ بسهولة، حيث يوجد تطبيق الإسلام الاكتفاء الذاتي بجميع أشكاله، أي في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتعليم والفن... ومن صلب الاكتفاء الذاتي استخدام الأيديولوجية الإسلامية كقاعدة للتطور والتوسع، وهذا يعني أن ممارسات التصنيع الخاصة بالشركات الأصلية التي تكمل اقتصاد الحرب ستنتج حتمًا تكنولوجيات اختراق ستعزز تفوق العالم الإسلامي على العالم، وقد استخدمت الدولة الإسلامية لقرون عدة هذه الصيغة المذكورة أعلاه للحفاظ على هيمنة الإسلام في الشؤون العالمية.
إن الطريق الحالي الذي يسير فيه ابن سلمان وأتباعه لن يوصله إلا لمزيد من الذل وفقدان ثروة البلاد والإفلاس في نهاية المطاف، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي