السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارة العمل المرتقبة بين السيد بومبيو والعبد جاويش أوغلو

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زيارة العمل المرتقبة بين السيد بومبيو والعبد جاويش أوغلو

 

 

 

الخبر:

 

بينما تستمر المشاكل في التفاقم بين الحليفين في الناتو والشريكين التجاريين على المستوى الاقتصادي وغيرها سيجري وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو محادثات يوم الاثنين القادم مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (صوت أمريكا 2018/06/03)

 

التعليق:

 

تحدثت وسائل الإعلام عن أن محادثات يوم الاثنين ستدور حول موضوع منبج، كما تم تسريب معلومات عن أن محادثات منبج التي ستجري بين تركيا وأمريكا تتكون من ثلاث مراحل. إلا أن واشنطن رفضت كل ما يجري في الكواليس حول الاتفاقية المذكورة. وفوق ذلك فإن أمريكا ليس اليوم فقط بل دائما كانت ترفض الاتفاقيات مع تركيا المتعلقة بسوريا. ومن تكون تركيا حتى تجري اتفاقية مع أمريكا؟ وهل هي من نفس الوزن والجودة والمعيار حتى تجري اتفاقية؟ إذ إن ثَمّة فرقاً بين أمريكا وتركيا من حيث الوزن والجودة، هذا الفرق يشبه الفرق بين السيد والعبد وبين الدماغ المدبر واليد المنفذة. صحيح أن الدماغ واليد هما عضوان في الجسم إلا أن الدماغ يدبر واليد تنفذ. أي بمعنى أن الدماغ هو آلية التفكير واليد هي عضو للتنفيذ لا غير.

 

ولما كان الحال كذلك فلماذا يا ترى أُثيرت قضية منبج قبل المحادثات؟ علما أن هذه القضية ليست وليدة اليوم، حيث تمت محاولة في نهاية 2016 لإجراء عملية عسكرية لمنبج. نعم، إن الظروف المحيطة بمنبج آنذاك كانت تسمح بالحديث عن عملية عسكرية، لأن تلك العملية كانت تشكل مبررا مقنعا لعملية درع الفرات وغصن الزيتون اللتين هما من صنع أمريكا وتدبيرها. أما إثارة هذه القضية اليوم فهي ربما للتمهيد من أجل تسليم المنطقة لبشار الأسد. وبموجب التصريح الذي أدلى به قبل أيام فإن الأسد ألمح إلى وجود إمكانية الجلوس على طاولة المفاوضات مع وحدات حماية الشعب، واستمرار الحرب معها في حالة تعذر عقد اتفاقية. بعد هذه التصريحات قامت هيئة تابعة للنظام بزيارة المنطقة لغرض إجراء اتصالات هناك، وما زالت هذه الهيئة موجودة في المنطقة. بغلبة الظن تريد أمريكا من الحديث عن قضية منبج في هذا الوقت بالذات إظهار العصا لوحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي وذلك من خلال تركيا.

 

من ناحية أخرى فإن إثارة قضية منبج عشية الانتخابات أمر لافت للنظر، إذ بإمكاننا أن نقول إنها عملية إنقاذ لأردوغان من قبل سيدته أمريكا، لأنه يحاصَر من قبل "تحالف الشعب" الذي أنشأه الإنجلير كما أنه يواجه خطر فقدان الأغلبية في البرلمان، هذا إذا أسعفهم الحظ! لأن أردوغان ربما يقع في الحفرة التي حفرها لغيره، يعني قانون تحالف الانتخابات. إذ قد لا تقوى خطة منبج المكونة من ثلاث مراحل على إنقاذ أردوغان، فهذه الخطة لا تعدل ثلات عبارات للتأثير على الرأي العام التركي.

 

وهنا لا بد من التوقف عند قضية منبج والإشارة إلى خيانة وقعت قبل الاستمرار في الحديث، ألا وهي استغلال قضية منبج للتغطية على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ومحاولة تضليل وخداع الرأي العام وتنفيسه من خلال استدعاء السفير كلج إلى تركيا وقدومه إلى أنقرة في 05/16 واستغلال هذه القضية كذلك للتغطية على الخيانة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تم استدعاء السفير ولماذا عاد من حيث أتى؟ هل قضية القدس تم اختزالها إلى 16 يوما والتي يقولون عنها بأنها مسألة إيمان؟! أردوغان الذي كان يعتبر "حماية الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين ليست مسألة إمكانية بل مسألة إيمان"، هل هذا كل شي؟!

 

على أية حال فقد قام جاويش أوغلو بالمشاركة في الاحتفال الذي أقيم في ألمانيا بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لـ"إبادة سولينكن الجماعية"، بعد ذلك أجرى حوارا متلفزا مع إحدى القنوات الألمانية مما تسبب له بإحراج من قبل ألمانيا وإنجلترا، وربما هذا ما دفعه للذهاب إلى سيدته أمريكا لتقديم الشكوى ضد الدول الأوروبية. كما أنه من المتوقع أن يعبر عن صحة قرار انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني لغرض معاقبة الدول الأوروبية، وأن يستجدي دونالد ترامب لكي يستثني تركيا من قانونٍ أقر في آذار إذ يفرض نسبة 25% ضريبةً على الدول المنتجة للصلب، ويستثنيها كذلك من الحصار الذي قد يفرض على إيران. لأن تركيا تعتبر أكبر المصدرين للغاز الطبيعي والنفط الإيرانيين، وفي حال تطبيق الحصار على إيران فإنه سيؤدي إلى شل الاقتصاد التركي الذي هو أصلا مشلول. كما أنه من المتوقع أيضا أن يكون أردوغان قد أرسل جاويش أوغلو إلى أمريكا للقاء ترامب الأحمق لجس نبض الإدارة الأمريكية قبل الاستمرار بالأعمال التجارية مع إيران، يُذكر أن أردوغان فهم الدرس بخصوص "بنك الشعب" و"قضية حاكان اتيلَّا".

 

إنه من غير المتوقع بل لا يجب أن ينتظر المرء اتخاذ قرار إيجابي يعود بالنفع على الإسلام والمسلمين وبالذات على مسلمي سوريا والشعب التركي. فلا منقذ ولا معين للمسلمين إلا مبدؤهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إرجان تكين باش

آخر تعديل علىالخميس, 07 حزيران/يونيو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع