- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حملة مكافحة المخدرات في بنغلادش ليست إلا عملا سياسيا
وليست للقضاء على المخدرات من المجتمع
الخبر:
بدأت كتيبة التدخل السريع، إلى جانب جهاز الشرطة، منذ الرابع من أيار/مايو 2018م، بتنفيذ حملة ضد العقاقير المخدرة على نطاق واسع، بعد إعلان رئيسة الوزراء الشيخة حسينة عن هذه الحملة، ومنذ الأول من حزيران/يونيو 2018، قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 127 شخصًا في حوادث إطلاق النار المزعومة، واعتقلت أكثر من 12,000 تاجر مخدرات في جميع أنحاء البلاد. يذكر أن الإدمان على المخدرات مصدر قلق كبير لدى الشباب، وخصوصا حبوب الميثامفيتامين (المعروفة باسم يابا) وشراب السعال الغني بالكودايين، والتي تستورد من ميانمار والهند على مر السنين تحت رعاية النخب الحاكمة والأجهزة الأمنية الفاسدة.
التعليق:
أعرب نشطاء حقوق الإنسان والأحزاب السياسية المعارضة وعامة الناس في مختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى وسائل التواصل الإلكتروني، عن قلقهم من لجوء قوات الأمن إلى عمليات القتل خارج نطاق القضاء ضمن حملة مكافحة المخدرات هذه، وتعاظمت الإدانة والاتهامات مع تسريب أدلة عن جرائم قتل بدم بارد في وسائل الإعلام.
ليس سرا في بنغلادش أن تجارة المخدرات التي تقوم بها عصابات المخدرات هي مدعومة من النظام، وقد ازدهرت تحت رعاية النخب الحاكمة وقوات الأمن الفاسدة، ولو كانت الحكومة صادقة في توجهها في مكافحة المخدرات، فإن الأجهزة الأمنية بأكملها، إلى جانب الأجنحة السياسية لحكومة حزب رابطة عوامي، ستنهار. لذلك بات واضحًا لدى عامة الناس أن كل هذه الصيحات والإنكار حول المخدرات ليست إلا لتوظيفها سياسيا والسيطرة على السوق السوداء قبل الانتخابات العامة التي ستجري بحلول نهاية هذا العام.
ليس هناك شك في أن مشكلة المخدرات وصلت إلى مرحلة مزعجة في المجتمع، ولكن يظل السؤال ما إذا كان ما يسمى بـ"القمع" هو الطريق الصحيح لمكافحتها، حيث يعتقد الكثيرون أن عمليات القتل لن تحل المشكلة ما لم يتم تشخيص السبب الجذري للمشكلة وحلها بشكل جذري، ولكن في ظل النظام السياسي الديمقراطي العلماني الحالي فإن المسئول عن بناء جيل من الشباب من المدمنين على المخدرات هو النظام نفسه، لذلك كان القضاء على المخدرات أمرًا مستحيلا ما دام النظام الفاسد هو الذي يرعى تجارة المخدرات. لذلك يتطلع أهل بنغلادش إلى نظام الخلافة الراشد الذي يضع حداً لمشكلة المخدرات، من خلال توعية الشباب بالإسلام، والتي من شأنها إيجاد هدف عند شبابنا في الحياة، فلا يلجؤون إلى الهروب من الواقع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد كمال
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش