- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوات فارغة غير قادرة على تغيير الواقع الفاسد
(مترجم)
الخبر:
نشرت وكالة إنترفاكس بأن بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل قد توجه إلى المشاركين في المؤتمر العالمي الثامن للعائلة والمنعقد في فيرون بالدعوة إلى حماية العائلة التقليدية.
"لن تكون نهضة المجتمع ناجحة بدون قيم الإخلاص والأخلاق الروحانية. وبدونها لا يمكن لأي شعب أن تقوم له قائمة. تحتل العائلة بين هذه القيم مكاناً رفيعاً حيث بارك الرب في اجتماع الرجل بالمرأة على أساس متين من الإيمان والحب". كما جاء في رسالته التي وجهها للمؤتمر ونشرت على موقع البطريركية.
التعليق:
مثل هذه الدعوات لحماية القيم الأسرية تبقى فارغة إذا لم تقدم الأسباب الحقيقية لوجود هكذا مشكلة ولم تعرض طرق عملية لمنعها. الحاصل أننا نرى اليوم أن استبعاد القيم الأسرية ناتج عن تطبيق النظام الرأسمالي، علماً بأن الغرب لا يقر بهذا، حتى إنه لا يقر بوجود هكذا مشكلة. وحين نرى أن مقياس الأعمال عندهم هو المنفعة، نجد أن النظرة للمرأة كدعامة للأسرة هي لجمالها وبالتالي تصبح سلعة، والأولاد والبنات الذين يأتون من الزواج يعتبرون حملاً وعبئاً.
أضف إلى ذلك أننا نرى أن تشريع الحقوق والحريات التي تؤدي إلى إيجاد قوانين لا تحمي فقط الشواذ بل وزواجهم، ومفاهيم مثل الأمومة والأبوة تغير إلى مفاهيم أخرى... هذا فهم شاذ للعائلة ولكنه مقبول عند المجتمع الديمقراطي، أما ما يسمى حقوق الأقليات الشاذة فقد أصبحت أكثر حماية في العالم.
ولذلك كان لا بد من الاعتراف بأن سبب هدم كيان الأسرة هو عقيدة الرأسمالية وما نتج عنها من الديمقراطية، أي تلك التشريعات التي جاء بها الإنسان من عند نفسه. وبالتالي فإن الدعوة إلى حماية الأسرة التقليدية يجب أن تأتي في سياق معارضة هذه العقيدة القاتلة من أجل حماية المجتمع من تأثيرها المدمر.
وفي هذا السياق بالذات قام القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في نهاية العام الماضي بتنظيم حملة عالمية حول أزمة الأسرة. المقالات التي قُدّمت ضمن هذه الحملة بينت الأسباب الحقيقية لظهور تلك الأزمة، وكذلك عرضت الأدلة القاطعة من الواقع والشرع على أن النظام الرباني الذي تطبقه دولة الخلافة وحده القادر على حماية الأسرة بوصفها عماد المجتمع.
وهكذا فإن أزمة الأسرة في العالم ومشاكل أخرى كثيرة في المجتمع الحاضر لا يمكن حلها بدعوات وتصريحات فارغة، بل إن لها حلاً. وهذا الحل يتمثل في وجوب إقامة دولة الخلافة الثانية التي توقف سقوط البشرية المتسارع.
روى النعمان بن بشير عن الرسول r أنه قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقاً، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف
وسائط
1 تعليق
-
لا حل إلا بالخلافة اللهم عاجلنا بها