- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سوقٌ آخر للكلام!
(مترجم)
الخبر:
يرأس العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مؤتمر القمة (الإسلامي) الرابع عشر في 31 أيار/مايو في مكة، وهو تجمع طويل الأمد لرؤساء الدول يعود تاريخه إلى 50 عاماً. (العربية 2019/05/29)
التعليق:
في نهاية شهر رمضان المبارك، يلتقي الشياطين بين الأمة بحجة سلطة المسلمين وقيادتهم. منذ تأسيسها في عام 1969، تم تقديم منظمة التعاون الإسلامي بصوت 1.5 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم، لكنها كانت أداة غير مجدية أكثر من أي وقت مضى لمزيد من البرامج الخارجية والحفاظ على الأمة منقسمة داخل أقفاص الدول القومية، من القوى الاستعمارية بعد تدمير الخلافة.
لقد مر رمضان في عناوين الصحف بتفجيرات مكثفة من النظام السوري في إدلب مما أسفر عن مقتل العشرات بشكل يومي. وكانت هناك تقارير عن إجبار مسلمي الإيغور على تناول الخمور في مسابقة شرب الخمر السنوية بالإضافة إلى الأوصاف السيئة للمخيمات المصممة للإبادة الجماعية. ثم هناك تكثيف القمع في ميانمار لمسلمي الروهينجا. وبعد الانتخابات الهندية، عرضت وسائل التواصل مرة أخرى مقاطع فيديو للمسلمين الذين يواجهون غضب المتشددين الهندوس مع صور الإساءة والضرب وحتى القتل. وتقارير عن المزيد من الوفيات بسبب مجاعة من صنع الإنسان في اليمن بسبب الحصار السعودي والتفجيرات. إضافة إلى ذلك، كان الترحيب السنوي من يهود لشهر رمضان بوقوع مزيد من الحملات القمعية السنوية على المصلين في القدس واستمرار الهجمات التي يشنها كيانهم في غزة، وابلٌ من 350 غارة جوية وصواريخ...
لا شك أن قمة قادة المسلمين عديمة الجدوى، لكنها جيدة في التزام الصمت تجاه أي من هذه الحقائق المحزنة. لا يهم حقا ما يفعلونه!
على الرغم من الحالة المؤسفة التي نراها في جميع أنحاء البلاد الإسلامية، فمن الواضح أكثر من أي وقت مضى أن منظمة المؤتمر الإسلامي وجميع هذه الهيئات لا لزوم لها تماما وأنها كانت كذلك حتى عند إنشائها. لا يمكن للأمة أن ترى أي أمل في الحكام الذين يبيعون ولا يمكنهم حتى الشعور بالعار تجاه عدم مساعدة أي شخص يواجه الاضطهاد حالياً على أيدي حكامه أو قوى خارجية. في الوقت الذي يجتمعون فيه، لن يشعر أحد من الـ1.5 مليار مسلم الذين يدّعون أنهم يمثلونهم أن شؤونهم سيعتنى بها.
بالنسبة للأمة اليوم، يجب أن يكون إدراك أي بديل سوى التنفيذ الكامل للإسلام واضحاً. يجب التخلص الفوري من العملاء والدمى الذين سيقدمون أنفسهم في مؤتمر القمة (الإسلامي)، والقيادة المخلصة للأمة هي أكثر الاحتياجات إلحاحاً اليوم. هؤلاء الدمى مجرد لسان حال لسادتهم في واشنطن أو لندن.
الأمة ليست في حاجة إلى سوق للكلام فقط لتخبرنا بما نعانيه. نحن لسنا بحاجة إلى إدانات بدون عمل. نحتاج إلى الصدق والإرادة السياسية لكي نمارسها. يخبرنا تاريخنا بأوقات الاضطهاد والحروب والمجاعات والمعاناة والحلول التي اتخذها الخلفاء والتي جاءت فقط من القرآن والسنة. وجاءت حلولهم بإخلاص للأمة والإجراءات العملية التي حلت المشاكل بدلاً من تركها معلقة لسنوات وسنوات. ما زلنا مع هذه المصادر ولكننا ببساطة غير قادرين على تنفيذ حلولها في حين إن القيود الاستعمارية الرأسمالية تبقينا مرتبطين بالمؤتمرات والقمم غير المجدية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان