- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تصبح شعائر الإسلام وعباداته رهناً للحدود المصطنعة والتبعية السياسية للحكام!
الخبر:
أعلنت بعض البلاد الإسلامية من بينها السعودية والإمارات وقطر والكويت ولبنان والعراق وتركيا ثبوت رؤية هلال شوال مساء الاثنين، وعليه أعلنت هذه الدول أنّ يوم الثلاثاء 2019/6/4 هو يوم عيد الفطر المبارك، فيما أعلنت دول أخرى كالأردن ومصر والسلطة الفلسطينية عدم ثبوت رؤية هلال شوال، وعليه سيكون عيد الفطر في هذه الدول يوم الأربعاء 2019/6/5.
التعليق:
لقد أفسد علينا حكّام الضرار وأعوانهم عباداتنا، ونغّصوا علينا فرحتنا بأعيادنا، فجعلوا إعلان ثبوت هلالي رمضان وشوال مرهوناً بالتبعية والمواقف السياسية، وأدخلوا الفرقة والتمزيق والحدود المصطنعة في صيامنا وفطرنا، فبات الجيران، بل بات أهل البلد الواحد يصومون ويفطرون على أيام، فأصبح بذلك بدء الصوم وانتهاؤه مظهراً لفرقة الأمّة بدل أن يكون مظهراً من مظاهر وحدتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
إنّ تحديد بدء الصوم والفطر يكون برؤية الهلال مصداقاً لقوله r: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ» رواه مسلم. وبناء عليه فإنّه إن ثبتت رؤية الهلال بوجه شرعي وبشهادة شهود عدول - وليس بناء على الحسابات الفلكية - في أي بلد من بلاد المسلمين، وجب على المسلمين في هذا البلد وفي باقي البلاد أن يعلنوا بدء صومهم أو فطرهم. فعن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي r قال: «اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ فَقَدِمَ أَعْرَابِيَّانِ فَشَهِدَا عِنْدَ النَّبِيِّ r بِاللهِ لَأَهَلَّ الْهِلَالُ أَمْسِ عَشِيَّةً فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ r النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا» رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية: «وَأَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ». وعن عبيد الله أبي عمير بن أنس بن مالك عن عمومة له «أَنَّ رَكْباً جَاؤُوا إِلَى النَّبِيِّ r فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ» أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
إنّ ما حدث هذا العام من ضجة وتضارب في الأنباء حول ثبوت هلال شوال أو عدم ثبوته، ليؤكد أنّ الأمة بحاجة إلى إمام راعٍ، يجمع صفوفها في دولة واحدة، في ظلّ راية واحدة، فيوحدها في صومها وفطرها وسائر أمور حياتها، ويجعل من الحكم الشرعي هو الحَكم الفصل في إصدار الأحكام، لا التبعية والولاء للمستعمرين، فنسأل الله أن يعجل لنا بتحقيق وعده ونصره بالاستخلاف والتمكين في الأرض، ونسأله تعالى أن يكون رمضان هذا العام آخر رمضان للمسلمين بلا خلافة وإمام عادل يجمع شملهم ويوحد صفوفهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة