- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروع قانون مكافحة تسليم المجرمين في هونغ كونغ:
اضطراب "الديمقراطية" من الداخل - ضد بكين
(مترجم)
الخبر:
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بأن مئات الآلاف من الناس يحتجون في هونغ كونغ على مشروع قانون مثير للجدل لتسليم المجرمين، على الرغم من تعليق مشروع القانون. يطالب الحشد بأعداده الغفيرة بإلغاء مشروع القانون - الذي سيسمح بتسليم المجرمين من قبل هونغ كونغ إلى الصين القارية - دون أي قيد. يُخشى أن يتسبب مشروع القانون في انفتاح المدينة على القانون الصيني الرئيسي وأن الناس من هونغ كونغ قد يصبحون خاضعين لنظام قانوني مختلف. اعتذر زعيم المنطقة، كاري لام، يوم الأحد عن التسبب في "نزاعات في المجتمع" بشأن مشروع القانون. وقبل ذلك بيوم، أُجل مشروع القانون بعد احتجاجات حاشدة هذا الأسبوع. يدعو العديد من المتظاهرين، الذين يخشون زيادة النفوذ الصيني على هونغ كونغ، السيدة لام إلى الاستقالة بسبب الاضطرابات.
سيسهل مشروع قانون تسليم المجرمين نقل الهاربين بين هونغ كونغ وجمهورية الصين الشعبية وتايوان وماكاو. في حالة الموافقة، يمكِّن تسليم الأشخاص الذين يصبحون مشتبهاً بهم في هونغ كونغ إلى الصين - وهي دولة يطلق عليها شعب هونغ كونغ البر الرئيسي للصين. وقالت حكومة هونغ كونغ إن القانون يهدف إلى عدم جعل هونغ كونغ "جنة" للمجرمين. (Tirto.id)
التعليق:
من الواضح بأن الحركة المؤيدة للديمقراطية والحرية في تحرك هونغ كونغ لها روح معادية للصين تُظهر بقايا النفوذ الاستعماري الغربي في المنطقة، على الرغم من أن تسليم هونغ كونغ إلى الصين من بريطانيا كان في عام 1997. هذه المظاهرة الكبيرة هي اللحظة الجماهيرية الثانية المؤيدة للديمقراطية بعد 2014 في ثورة المظلات التي لها النبرة نفسها ضد نظام "مناهضة الديمقراطية" في بكين. يبدو أن البريطانيين تمكنوا من استثمار القيم بطريقة تفكير غربية في أهل هونغ كونغ. كانت رائحة التنافس بين الصين والغرب قوية للغاية، وكان واضحاً من الروح المعادية للصين القوية التي تراها شخصيات حركة هونغ كونغ مثل بيني تاي يو تينغ كشخصيات فكرية وجوشوا وونغ كناشط شاب متشدد في ذلك الوقت.
إن العلاقات المتوترة بين هونغ كونغ وبكين ليست إلا نتيجة لتطبيق نظام الدولة الواحدة، الذي أطلقه دنغ شياو بينغ لتحقيق وحدة الصين وإعادة توحيدها تحت رعاية جمهورية الصين الشعبية. إحدى الدول موضوع البحث والحديث هي جمهورية الصين الشعبية مع حكومتها المركزية في بكين. في حين إن النظامين المشار إليهما هما نظامان اشتراكيان ذوا سلطة مركزية في جمهورية الصين الشعبية وفي الجانب الآخر الرأسمالية والديمقراطية على مستويات مختلفة في هونغ كونغ وماكاو وتايوان.
تحت رعاية "دولة واحدة ونظامان"، وعدت بكين بثلاثة أقاليم ذات استقلالية واسعة لرعاية السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. منعت الحكومة الصينية المركزية في بكين من التدخل ولم يكن الحزب الشيوعي الصيني حاضراً رسمياً لإدارة الشؤون الإقليمية. يحمي القانون حرية الرأي والصحافة والدين والاحتجاج. بينما بكين هي المسؤولة عن الدفاع والشؤون الخارجية.
هذا التطبيق للسياسة المزدوجة غالبا ما يستخدمه الغرب لمقاضاة السلطة المركزية في بكين التي تعتبر معادية للديمقراطية. وغالباً ما يستهدف النشطاء المؤيدون للديمقراطية في بكين نظام الحكم القمعي في بكين المنعكس في مشروع قانون تسليم المجرمين (كمثال واحد) حيث يدعمهم الغرب. كما أعربت وسائل الإعلام الموالية للصين بصوت عالٍ عن تعكير الغرب ودوره في هذه المظاهرة.
لكن بصرف النظر عن التنافس بين الصين والغرب، فإن النقد الأساسي حول فكرة الديمقراطية والحرية - التي يحترمها متظاهرو هونغ كونغ - مهم للغاية، خاصة بالنسبة للمسلمين مثلنا. وبالتأكيد، يجب أن نرى ذلك فقط من منظور الفكر الإسلامي. يجب أن يكون المسلمون الذين يتمتعون بوضعهم كشهداء على الناس قادرين على التصرف وفقاً لمبادئهم وعقائدهم. لكي لا يتم خداعك بالأفكار البراقة المتمثلة في الحرية والديمقراطية من الغرب، فضلاً عن عدم الوقوع في فخ الهيمنة الاقتصادية للصين، فإن كلاً من الغرب والشرق يمثلان قيماً وأنظمة بشرية.
من الواضح بأن الديمقراطية ليست هي الحل ولا مستقبل العالم اليوم الذي يعاني من أزمات متعددة. ليست الديمقراطية هي الحل بالنسبة لهونغ كونغ وإندونيسيا أو حتى الدول الغربية. إن فشل الديمقراطية يجب أن يجعلنا ندرك القيود الإنسانية في تنفيذ القواعد والقوانين. فالعقل البشري ضعيف ومحدود؛ ولا يمكن تحديد احتياجات البشر الآخرين. في المقابل، لدى الإسلام مصدر القانون لتنظيم كل جانب من جوانب حياة الإنسان المستمدة ممن خلق العقل البشري نفسه. وهو الله، الذي يعلم كل ما يحتاجه البشر.
عندما يكون على المسلمين واجب الدعوة الإسلامية للبشرية جمعاء، يجب عليهم الاتصال بالعالم، وإدراكهم التام لظروفهم، وفهم مشاكلهم، ومعرفة الدوافع السياسية لمختلف البلدان والأمم، ومتابعة الأنشطة السياسية التي تحدث في العالم. لقد من الله سبحانه وتعالى على المسلمين بشرف عظيم ومكانة عظيمة. لكن الموقف الاستثنائي والبركات الوفيرة لرب العالمين سبحانه وتعالى، تحمّلنا في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم - أن نكون "شهداء على البشرية". وذكر الدور العظيم للمسلمين في سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير