- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كيان يهود يرفض بند المعبر الآمن بين الضفة وغزة في صفقة القرن
الخبر:
آر تي 29/6/2019 بتصرف - أكدت مصادر كيان يهود اليوم السبت أن تل أبيب ترفض بندا من صفقة القرن يقضي بفتح معبر آمن بين قطاع غزة والضفة الغربية، لأن الانقسام والفصل بينهما يصب في مصلحة الكيان.
التعليق:
لم تنكشف بعد تفاصيل خطة السلام الأمريكية التي يطلق عليها صفقة القرن، ولكن ورشة البحرين الاقتصادية التي انعقدت في المنامة في 25-26/6/2019 قد ذكرت بنوداً لصرف عشرات المليارات من الدولارات، وقد ذكرت بعض المصادر بنداً يتحدث عن خط يربط الضفة بغزة بقيمة خمسة مليارات دولار، وهو بطول 40 كيلومتراً فقط، ولا يعلم لماذا هذا الرقم الكبير من النقود، وهذا بالتأكيد قد أسال لعاب كثير من أصحاب القلوب الضعيفة التي تميل حيث يميل التمويل، لكن ودون أن يعلم شيء من خطة أمريكا السياسية فقد سارع كيان يهود إلى رفض هذا البند، وغداً سيرفضون بنداً ثانياً وثالثاً، وهكذا.
وفي النتيجة فإن طرح الشق السياسي للخطة الأمريكية أو عدم طرحه أصلاً بسبب الانتخابات المعادة داخل كيان يهود ودخول الرئيس الأمريكي في الحملة الانتخابية الرئاسية الثانية فإن تصريحات وزير خارجية البحرين والتي تعبر عن حقيقة سياسة هذه الدويلة الخليجية تكشف حقيقة مكاسب يهود من رياح الخطة الأمريكية، إذ إن وزير الخارجية البحريني قد قال بأن "إسرائيل" وجدت لتبقى، ونحن مستعدون للسلام معها، وهذا مكسب سياسي كبير لكيان يهود من تطبيع دويلات الخليج معه.
إن رفض كيان يهود لبند من الخطة لم يعلن بشكل رسمي لهو إثبات الوهم الذي تسير باتجاهه حكومات الضرار في العالم العربي واللهاث وراء أمريكا التي تريد من هذه الحكومات التطبيع مع يهود، وإثبات أن يهود قادرون على المفاوضات لقرون دون أن ينال منهم المفاوضون شيئاً، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، فإن هرولة الحكومات العربية خلف أمريكا التي تسوقهم للتطبيع مع يهود لهو كشف لآخر عوراتهم بعد أن سقطت آخر ورقة توت كانت تغطي سوآتهم، وأما السلطة الفلسطينية فهي مثال حي على من خسر الدنيا والآخرة، فهي من زاوية تعلن رفضها لورشة البحرين وخطة ترامب، وذلك ليس لأنها ضد مفاوضة يهود وضد الحل السلمي، بل لأن أمريكا لا تريدها في المفاوضات، وتريد من الدول العربية أن توقع نيابةً عنها، فتفرض عليها الحل، أي تنزل مرتبتها درجة، ومن زاوية ثانية تعتقل المخلصين من أبناء فلسطين الذين يجاهرون برفض صفقة القرن، لأنها تريد أن يكون الرفض محدوداً، فلا يظهر أهل فلسطين رفضهم للصفقة وكأنه رفض للحل السلمي ودعوة للجهاد لتحرير فلسطين، فهي لا تريد ذلك وتعاديه، وهي تدافع بأجهزتها الأمنية عن يهود أكثر من دفاعهم عن أنفسهم، ولكنها تريد فقط أن يكون رفض صفقة ترامب خفيفاً يدعوه لإعادة النظر في إشراكها في مفاوضات تصفية قضية فلسطين، عسى أن يحن قلبه ويشاركها، ويفاوضها، ويقبل ببعض توصياتها، فهذه أكثر أمانيها، فكانت كمن خسر الدنيا والآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري