- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أسقط كورونا القناع عن الدّولة العظمى فبان حجمها الحقيقيّ
الخبر:
جثث مكدّسة وشبه متحلّلة في شاحنات تابعة لإحدى شركات دفن الموتى أثارت عاصفة في نيويورك خلال اليومين الماضيين، ما دفع السّلطات إلى فتح تحقيق لكشف ملابسات تلك القضيّة التي ضجّت بها وسائل الإعلام المحلّيّة. فالشّركة المتورّطة راكمت جثث المتوفّين بكورونا في شاحنات بانتظار دفنها، لوقت طويل، ولم يفتضح أمرها إلاّ بعد أن انتشرت الرّوائح الكريهة في المكان. (العربيّة، 02 أيار/مايو 2020)
التّعليق:
أسقط فيروس كورونا القناع عن وجه الدّولة العظمى التي تبجّحت طويلا بقوّتها وقدراتها وتواترت الأنباء التي تكشف حقيقة الولايات المتّحدة التي عجزت عن مجابهة هذا الوباء والسّيطرة عليه. فانكشف فشل نظامها الرّأسماليّ في معالجة المشاكل التي تطرأ على حياة الإنسان، ورميت كلّ العناوين الجذّابة البرّاقة على الأرض وطفت على السّطح نظرته المصلحيّة في تعامله مع العالم وعادت الدّولة الأولى والمتقدّمة إلى زمن ما يسمّى بزمن "القرصنة الحديثة" وتجلّى الطّبع الوحشيّ المنفعيّ على التّطبّع الأخلاقيّ الإنسانيّ. ففضحت نظاما لا إنسانيّا يبحث عن مصلحته الخاصّة حتى لو كانت على حساب دول وشعوب أخرى.
في ظلّ وباء كورونا الذي قتل الآلاف حول العالم تعاني الولايات المتّحدة من تداعياته وتعتبر الأكثر تضرّرا فقد تجاوز عدد الإصابات المؤكّدة على مستوى العالم 3.2 مليون حالة، منهم مليون في الولايات المتّحدة. (وفق إحصاءات جامعة جونز هوبكنز) - ويعتقد أنّ الأرقام الحقيقيّة أعلى بكثير.
وتتصدّر نيويورك قائمة المدن الأكثر تأثّرا بالفيروس، حيث بلغ عدد الإصابات فيها 278 ألفا و445، وتوفّي نحو 21 ألفا و264. وأمام هذا الكمّ الهائل من الموتى تتعرّى الولايات المتّحدة وتظهر عورات نظامها الفاسد الذي ألقى مسؤوليّات الدّولة وواجباتها نحو رعاياها إلى شركات خاصّة يديرها رجال رأسماليّون لا همّ لهم سوى تحقيق الأرباح وتحصيل الأموال ولا اعتبار للإنسان حيّا كان أو ميّتا فلا يوارَى التّراب حتّى تطلع رائحته.
عشرات الجثث مرميّة في شاحنات وسط مدينة نيويورك حيث تقاعست شركة عن دفنها لتبقى كذلك حتّى تصاعدت رائحتها. فكيف للعالم أن يسلّم مقاليد حكمه لدولة تظلم رعاياها أحياء وأمواتا؟.. كيف له أن يجعل من دولة قائدة له تسوده وتسوسه وقد عجزت عن أن تواري موتاها التّراب؟ كيف يقبل بهذا النّظام العالميّ المتوحّش اللّاإنسانيّ الذي يُحيي النّاس في ظلم وقهر وفاقة ولا يضمن لهم الرّاحة والعيش الكريم؟! (عدد الأمريكيّين الذين تقدّموا للحصول على إعانات البطالة 30 مليونا)... لقد نفضت كورونا عن الدّولة العظمى الغبار فظهرت حقيقة الوضع فيها وانكشف حجم هذه الدّولة الحقيقيّ! أما آن للعالم - وبعد كلّ ما يحدث - أن يصدع وينادي بالنّظام الفريد الذي أنزله ربّ العالمين ليكون رحمة للنّاس فيعالج كلّ مشاكلهم في دولة حامية راعية كافلة؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت
#كورونا | Covid19 | #Korona#