الثلاثاء، 01 صَفر 1446هـ| 2024/08/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العنصرية في العالم الحر متوطنة ومنهجية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العنصرية في العالم الحر متوطنة ومنهجية!
(مترجم)

 


الخبر:


اندلعت احتجاجات إثر وفاة جورج فلويد على مدى الليلة الخامسة على التوالي يوم السبت في المدن في جميع أنحاء أمريكا، من فيلادلفيا إلى لوس أنجلوس حيث اشتعلت النيران في سيارات الشرطة وتزايدت التقارير عن الإصابات في جميع الأطراف.


وقد أصبحت المظاهرات، التي بدأت في مينيابوليس بعد وفاة فلويد يوم الاثنين عندما ضغط ضابط شرطة بركبته على رقبته حتى توقف عن التنفس، ظاهرة وطنية حيث يندى المتظاهرون لسنوات من وحشية الشرطة ضد الأمريكيين الأفارقة. (إندبندنت 2020/05/31)

 

التعليق:


بينما يرتد العالم في رعب واشمئزاز من مقتل شخص أمريكي أفريقي آخر، جورج فلويد، فإن السؤال الذي نطرحه هو إلى أين تذهب العلاقات العرقية من هنا؟


في حين إن الإساءة غير المبررة على الإطلاق من مسؤولي الولايات والمسؤولين الفيدراليين في أمريكا هي حكاية راسخة في تاريخ مأساوي ومؤلم، يعتقد البعض أن قوة وسائل التواصل الإلكتروني توفر بصيص أمل وأن المزيد من الشفافية والمشاركة العامة سيؤدي إلى تحقيق العدالة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفكرة القائلة بأن الذراع المهنية ذات الياقات البيضاء في نظام العدالة تدعم إدارات الشرطة ذات الياقات الزرقاء، وتفحّص التحقيقات في أحدث جرائم قتل أحمد أربيري وجورج فلويد، تشير إلى أن احتمال إساءة تطبيق العدالة سينخفض.


الليالي الخمس الماضية تروي قصة أخرى، لقد شهدنا احتجاجات انتشرت من مينيابوليس إلى أكثر من ثلاثين مدينة في جميع أنحاء أمريكا، وتشبههم بمنطقة حرب. وفي حين يسير الناس في الشوارع لتسليط الضوء، مرة أخرى، على وحشية مؤسسة الشرطة، إلا أن الشرطة، على الرغم من عدم إبلاغ وسائل الإعلام الرئيسية عنها، قد صعدت من رد فعل عنيف ومزعج من خلال القوة المفرطة وغير الضرورية، فقط لإعادة تأكيد ما يتعرض له السود في أمريكا.


فشل حاكم مينيسوتا، تيم والز، في إثارة الإعجاب، ولم يفعل الكثير لتوحيد ولايته أو التعاطف مع المتظاهرين، ومن غير المستغرب أن يواصل الرئيس ترامب مفاقمة التوترات من خلال وصف المتظاهرين بـ"البلطجية"، بل وصاغ الكلمات الشهيرة لرئيس شرطة ميامي العنصرية علناً في الستينات والتر هيدلي، "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار".


وكما يطالب الجمهور السياسيين بأن يفعلوا أكثر من مجرد التشدق بقضية العرق في أمريكا، فإن الملونين لا يعرفون جيداً الطبيعة المتوطنة والمؤسسية لهذه المثل العليا الفاسدة. وقد سلط الدكتور كورنل ويست الضوء على ذلك في مقابلته مع أندرسون كوبر على شبكة سي إن إن، حيث قال: "لقد جربنا الوجوه السوداء في أماكن عالية"، ومضى في التأكيد على أن ممثلي (الأقليات) هم محترمون للغاية للأنظمة الفاسدة التي يصبحون حتماً جزءاً منها. ويرافق هذه الانتقادات الحالية لهياكل الدولة توقعات في غير محلها من أمثال النائب العام كيث إليسون، على الرغم من أنه من الواضح بشكل صارخ أن أي تغيير منهجي غير محتمل.


وذلك لأن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تقيم المجتمع في أمريكا وتنظمه الآن تجعل من المستحيل تحويل الآراء العنصرية التي كانت تحظى بها الغالبية العظمى من الأمريكيين بين عشية وضحاها.


وفي نهاية المطاف، فهو نظام قائم على الرأسمالية وبالتالي أدى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة العالية وحط من حرمة الحياة البشرية، من خلال عدم اكتراثه بالاستغلال والندرة المتوطنة في الدول الغربية المتقدمة وكذلك في جنوب الكرة الأرضية. وقد ترك التمييز واسع النطاق الذي يواجهه الأمريكييون الأفارقة في الإسكان والعمالة، فضلاً عن خرافة الجدارة، 40 مليون شخص (13%) في فقر مدقع.


إن تركيز الإسلام على توزيع الثروة يحل محل تركيز الأصول وحجبها من خلال أي شكل من أشكال الامتياز أو سوء الإدارة الحكومية. والنظام الاقتصادي الإسلامي الذي يقوم على القرآن والسنة يؤسس لنظام قانوني شفاف وخاضع للمساءلة يستجيب لاحتياجات الناس لا يستند فقط إلى متطلباتهم بل إلى مسؤولياتهم أيضاً. يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ﴾.


وهكذا، يقيم الإسلام العدالة بين الناس من جميع الأعراق والأديان. ومن المسلم به عالمياً أن الرابطة بين رعايا الدولة في الإسلام لا تعاني من أي شكل من أشكال القبلية أو القومية أو العنصرية. هذه النعرات مثيرة للانقسام وتؤدي إلى المشاهد المأساوية التي شهدناها في أمريكا ليس فقط خلال الأسبوع الماضي ولكن لقرون. الإسلام ينظر إلى الناس من زاوية إنسانية وبالتالي فإن المساواة تمنح كل شخص الحق في الغذاء والمأوى والملبس والأهم من ذلك أن تقدر قدسية الحياة نفسها. يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾. هذا ما يعلمنا إياه الإسلام.


اللهم أخرجنا من ظلام الأنظمة المعيبة والخاطئة إلى نور نظامك الإلهي، حتى نرى نهاية للظلم الذي ترتكبه القوانين الوضعية على الإنسان. آمين

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن

 

آخر تعديل علىالجمعة, 05 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع