التمييز العنصري مشكلة حضارة

 

الخبر:

احتجاجات أمريكا.. حظر تجوال بواشنطن ومشروع قرار لإدانة ترامب

كشف النواب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ النقاب عن مشروع قرار يدين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تعاطيه مع الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع على مقتل أمريكي من أصل أفريقي على يد الشرطة، فيما دخل حظر التجوال حيز التنفيذ في العاصمة واشنطن.
وعزا الديمقراطيون مشروع القرار إلى إصدار ترامب أوامر إلى الضباط الفدراليين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين قبالة البيت الأبيض. (الجزيرة)

التعليق:

ديمقراطيون وجمهوريون بعضهم أسوأ من بعض، يُنَظِّرون على الناس ويحسبون أن أمرهم غير مكشوف، فاحتجاجات أمريكا نشبت لرفض العنصرية التي نتجت من النظام الرأسمالي، والحزبان في هذا الأمر سواء، ومن نظر للأحداث وظن أن السوء يتمثل في ترامب والجمهوريين فقط فهو ضيق الأفق، فعلينا ألا نحصر الأمر بحزب وألا نقتصر في نظرنا لمقتل هذا الشاب، لأن الخلل والعنصرية والتفرقة بين الأبيض والأسود هي ثمرة مبدأ، مبدأ حكم الناس لسنوات طوال وأذاقهم كل أصناف الذل، من إفقار إلى تمييز على أساس عرقي... إلخ من الأمور التي تظهر زيف هذا المبدأ وعدم صلاحه، وما مقتل جورج فلويد إلا نموذج يبين لنا طبيعة هذا النظام.

لقد ذكرتنا هذه الأحداث بالجاهلية الأولى، ذكرتنا بعبد أسود يعذب ويوضع على رمال الصحراء الحارقة لأنه خالف رأي الأسياد، ورأى أن الصواب مع غيرهم، فضربوه وعذبوه ليرجع عما اتبع ويعود للضلال الذي هم عليه، فأبى وأصر على موقفه إلى أن بعث له الله من ينقذه ويحرره من عبوديتهم، إنه سيدنا أبو بكر، اشتراه وحرره، ومن وقتها وبلال الأسود الحبشي أصبح سيدنا بلال، كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يقول عن خليفة رسول الله أبي بكر وعن بلال الحبشي: "سيدنا أعتق سيدنا".

هكذا هو الإسلام العظيم، لم يجعل لأحد فضلا إلا إذا كان تقيا وكلما زادت تقوى الشخص زاد فضله عند الله، وليس للونه أو عرقه أي دخل في مكانته عند الناس وعند الله سبحانه وتعالى.

وبما أن النظام الرأسمالي انكشف آخر المستور فيه، فعلينا نحن المسلمين أن نعمل لإعادة الإسلام كنظام يحكم الناس ويعلي شأنهم، علينا أن نعيد الإسلام ليحرر المسلمين من تبعية الكفار العنصريين ويحرر الكفار من عبودية العباد ومن كل أنواع الذل والظلم.

نسأل الله أن يكون ذلك قريبا...

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سوزان المجرات – الأرض المباركة (فلسطين)