- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
شتان بين مَنْ جعل الأفضلية للأتقى وبين مَنْ استعبد النّاس وجعل الأبيض أرقى!
الخبر:
تجددت الاحتجاجات في مدن عدة في الولايات المتحدة بعد ليلة من الاضطرابات وعمليات النهب، في حين نقلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نحو 1600 عنصر من قوات الجيش إلى منطقة واشنطن، وسط ضغوط من الرئيس دونالد ترامب من أجل حل عسكري. يأتي ذلك في حين قدم الديمقراطيون مشروع قرار يهدف إلى إدانة الرئيس ترامب لإصداره أوامر باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المدمع. وتواصلت الاحتجاجات في العاصمة واشنطن أمام البيت الأبيض رغم سريان حظر التجول بدءا من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. (الجزيرة نت)
التعليق:
تتوالى الأزمات والمواقف التي تبين السقوط المدوي للمبدأ الرأسمالي وقيمه العفنة، وتكشف الوجه الحقيقي للدول التي تعتنقه، حيث تدعي الإنسانية والحقوق والحريات، والأحداث التي اندلعت مؤخراً في أمريكا إثر مقتل رجل أسود بطريقة مهينة بعد أن طرحه بعض رجال الشرطة أرضا ووطأ أحدهم رقبته بركبته في مدينة مينيابوليس شاهدة على هذا السقوط القيمي والأخلاقي والإنساني لهذا المبدأ، الذي يغذي العنصرية والعصبية المقيتة، فيعطي الأفضلية لعرق على الآخر، ويفرق بين النّاس على أساس اختلاف لون بشرتهم، فيقسمهم إلى أسياد وعبيد، صورة قاتمة لم تستطع أمريكا تجميلها عندما وصل أوباما (ذو البشرة السوداء) إلى البيت الأبيض، لأنّ الأزمة هي أزمة مبدأ وفكر، وليست أزمة أشخاص.
وليست هذه العنصرية المقيتة والتمييز على أساس العرق واللون سمة خاصة بالمجتمع في أمريكا، بل هي موجودة في دول أوروبا أيضاً، فقد اندلعت بالتزامن مع الأحداث في أمريكا صدامات في باريس بين قوات الأمن ومتظاهرين، شاركوا في مظاهرة ضد عنف الشرطة. ونظمت المظاهرة بمبادرة من عائلة الشاب الفرنسي من أصول أفريقية آداما تراوري الذي توفي 2016 إثر توقيف الدرك له. وتعاملت معها الشرطة بالطريقة نفسها التي تعاملت معها الشرطة الأمريكية مع المتظاهرين من حيث القمع والتنكيل.
لقد قضى الإسلام خلال سنوات قليلة على العنصرية، وجعل كبار الصحابة يقولون للعبد الحبشي سيدنا، فكانوا يقولون عن تحرير أبي بكر لبلال "سِيدُنَا أَعْتَقَ سَيِّدَنَا"، فالأفضلية في الإسلام للأتقى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، أمّا النظام الرأسمالي العلماني الذي تقوده أمريكا وبعد مرور عشرات السنوات لم يقنع الأبيض أنّ الأسود إنسان!! كما أنّ هذا النظام قام باستضعاف النّاس واستعبادهم حتى ظهرت أشكال جديدة للرِّق والعبودية، بينما سطّر سيدنا عمر قانوناً خالداً في هذا المجال "متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
لقد آن الأوان لكلّ مسلم مضبوع بالحضارة الرأسمالية أن يزيل الغشاوة عن عينيه، لقد آن الأوان لتخليص العالم من شرور النّظام الرأسمالي، وتطبيق نظام الإسلام لتتحقق الحياة الكريمة للبشرية جمعاء.
﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة