- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قوانين بريطانية تخالف اتفاقية خروج بريطانيا من أوروبا
الخبر:
يخطط وزراء في الحكومة البريطانية لسن قوانين جديدة من شأنها أن تكون جزءا مهما من اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المبرم السنة الماضية.
ويمكن لهذه الخطوة أن تغير الاتفاق الجمركي لإقليم أيرلندا الشمالية الذي كان يهدف إلى منع العودة إلى فرض عمليات تفتيش على الحدود مع جمهورية أيرلندا.
وقالت الحكومة البريطانية إن القوانين المرتقبة "إجراء احتياطي" إذا فشلت المحادثات التجارية مع الاتحاد. (بي بي سي، 2020/09/07م)
التعليق:
في تعليق سابق تحدثنا كيف تعمل بريطانيا جاهدة على ابتزاز أوروبا لتخرج من الاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه تُبقي على الامتيازات المتاحة لدول الاتحاد. وها هي بريطانيا اليوم تعمل على استغلال أوروبا بشكل غير مباشر، لعدم مقدرتها على التوصل لاتفاق يرضي أطماعها.
يقضي الاتفاق الأوروبي مع بريطانيا أن تبقى الحدود بين أيرلندا وشمال أيرلندا مفتوحة، أي أن لا تكون هناك قوانين حدودية خاصة بالتنقل بين البلدين للناس والبضائع. ولأن شمال أيرلندا جزء من بريطانيا، قضى الاتفاق على وضع قوانين جمركية على البضائع التي تدخل من باقي بريطانيا إلى شمال أيرلندا والعكس صحيح. أي أن شمال أيرلندا أصبحت وكأنها جزء من الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه هي جزء من بريطانيا.
وهذا يعني أن البضائع من باقي بريطانيا لشمال أيرلندا مثلا لا بد أن تخضع لرسوم جمركية حسب الاتفاقية الأوروبية، فإن بقيت هذه البضائع داخل شمال أيرلندا ولم تخرج إلى أيرلندا، فيمكن للتجار استرداد هذه الرسوم الجمركية الإضافية حيث إن شمال أيرلندا جزء من بريطانيا.
ما تسعى له بريطانيا الآن من خلال هذه القوانين المطروحة هو إلغاء أي رسوم جمركية بين باقي بريطانيا وشمال أيرلندا، فتُبقي لها منفذا إلى الاتحاد الأوروبي رغم أنها خارجه. إلا أن هذه القوانين تخالف الاتفاق الأوروبي، أي تخالف القانون الدولي. ولذلك إن عزمت بريطانيا على استصدار هذه القوانين فإننا سنرى في قابل الأيام تأزما كبيرا في العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث إن الأوروبيين اليوم واعون على محاولات بريطانيا استغلالهم لمصالحها الخاصة.
نسأل الله تعالى أن يشغل الغرب بنفسه، فتكون فسحة للمسلمين يجمعون شملهم ويعقدون عزمهم ويستأنفون الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي