- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن يطول بإذن الله هوانُ أمّةٍ أمثالُ هؤلاءِ أبناؤُها
الخبر:
نقلت قناة الجزيرة عن وسائل إعلام محلّيّة أنّ الطّالبة في كلّيّة الهندسة المعماريّة لينا حوراني تنسحب من مشروع دوليّ بسبب وجود مجموعة من كيان يهود من ضمن المجموعات المتنافسة فيه وتقول: منافستي مع من أصارعه على الوجود في الأصل إثبات لوجوده وهذا مرفوض.
التّعليق:
موقف هذه الطّالبة المشرّف من كيان يهود ليس هو الأوّل ولن يكون الأخير، فأمّة الإسلام لم ولن تعدم أبناءها المخلصين الذين يبيعون الدّنيا ومغرياتها لينصروا دينهم ويُعلوا كلمة الحقّ. ليست هذه الطّالبة هي الأولى ولن تكون الأخيرة في تعاملها مع مثل هذه المواقف، فأبناء أمّة الإسلام الغيورون يعتبرون فلسطين أرضا محتلّة مغتصبة ولا بدّ من استرجاعها، وكيان يهود نكرة لا يمكن أن يُعترَف به. قرّرت هذه الطّالبة الانسحاب من مشروع دوليّ بسبب وجود مجموعة فيه تمثّل هذا الكيان الغاصب رغم ما في هذا الانسحاب من تبعاتٍ لا تقف عند خسارة فرصة ذهبيّة في تحقيق نجاح باهر وشهرة بل قد تتعدّى ذلك إلى ما يمكن أن يلحق هذه الطّالبة وغيرها ممّن سار على هذا الدّرب من مضايقات سواء من دولتها أو من الحاقدين والمتعصّبين المناصرين لكيان يهود.
منذ أشهر قليلة وبسبب رفض لاعب الجودو فتحي نورين مواجهة لاعب من كيان يهود سحبت اللّجنة الأولمبيّة الجزائريّة اعتماد اللّاعب ومدرّبه عمار بن خليف في أولمبياد طوكيو 2020، ليتمّ ترحيلهما إلى بلادهما بعد إيقافهما مؤقّتا من قبل الاتّحاد الدّوليّ للّعبة. وقد أعلن هذا اللّاعب أنّ "القضيّة الفلسطينيّة أكبر من هذه الأمور وهذا قرار لا رجعة فيه". يتنازل هؤلاء المخلصون عن مغريات الدّنيا فلا يركنون لمن يعتبرونهم أعداء فلا يعترفون بهم ويصرّون على أنّ العلاقة معهم هي صراع على الوجود ولا يمكن التّعامل معهم لأنّ في ذلك اعترافاً بوجودهم وهو أمر مرفوض.
تكرّر انسحاب الرّياضيّين من أمام منافسين ينتمون إلى هذا الكيان الغاصب خلال مسابقات دوليّة:
ففي عام 1991، رفض لاعب الجودو الجزائريّ مزيان دحماني، المشاركة في بطولة العالم للجودو، وتكرّر الأمر من اللاّعب نفسه في دورة الألعاب الأولمبيّة المقامة في إسبانيا عام 1992. وفي عام 2003، رفض مصارع الجودو الجزائريّ عمر رباحي، نزال لاعب من كيان يهود في بطولة العالم. وفي 2009 رفض لاعب كرة القدم المغربيّ مروان الشّماخ، مرافقة فريقه بوردو الفرنسيّ إلى كيان يهود والسّبب في ذلك كونه "مسلم وعنده مشاعر ولا يقبل ما يفعله هؤلاء في فلسطين". وفي 2011، انسحبت المصارعة الجزائريّة مريم بن موسى، من بطولة العالم كما رفضت المبارزة التّونسية عزّة بسباس لعب المباراة النّهائية مع نظيرتها ممثّلة كيان يهود. وفي عام 2012 أعلن منتخب مصر رفضه اللّعب ضدّ كيان يهود في بطولة العالم للهوكي. وفي بطولة رومانيا المفتوحة للمعاقين انسحب الكويتيّ عوض الحربيّ بطل تنس الطّاولة للمعاقين، من نصف النّهائي وتكرّر الأمر في عام 2013، حين انحسب لاعب التايكواندو عبد الله الفرهود من بطولة السّويد الدّوليّة، كما انسحبت الملاكمة التّونسيّة ميساء العبّاسي في البطولة الدّوليّة للملاكمة بروسيا عام 2019. انسحابات متكرّرة أزعجت كيان يهود فعبّرت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت العبريّة بالقول: "العرب يجعلون منّا أضحوكة بانسحابهم أمام لاعبينا، توجد كلّ أنواع اتّفاقات السّلام والحبر الذي يكاد ينتهي بالطّابعة من كثرة النّسخ، أمّا على الأرض فيثبت الرّياضيّون العرب أنّ (إسرائيل) بنظرهم ليست موجودة".
مواقف مشرّفة من أبناء أمّة الإسلام تقابلها مواقف مخزية من الأنظمة والحكومات التي لا ترى مانعا من التّطبيع مع هذا الكيان الغاصب وتستميت في إرضائه وفرض الاعتراف به، ولكنّ الرّدود تأتي محبطة هذه المحاولات الفاشلة لتؤكّد أنّه صراع وجود.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت