- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئيس اللبناني يتهم الغرب بعرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم
الخبر:
صرح رئيس الجمهورية ميشال عون خلال استقباله نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس سكيناس بأن "تجاهل المجتمع الدولي الدعوات اللبنانية لتسهيل عودة النازحين إلى وطنهم بدأت تحدث شكوكاً بأن ثمة من يعمل لإبقائهم في لبنان وهذا ما لا يمكن القبول به". من جانبه، قال سكيناس: "سنواصل تقديم المساعدات إلى لبنان في انتظار توافر الأسباب التي تمكن النازحين من العودة إلى وطنهم". (موقع لبنان 24، 2021/11/12).
التعليق:
دأب الساسة في لبنان على مطالبة شتى الدول والأطراف الدولية بالمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، وفي كل مرة كان طلبهم يلقى قبولا من القادة الروس بينما تقع مطالبهم على آذان صماء عند الدبلوماسيين في أمريكا وأوروبا الذين يقولون إن الظروف في سوريا ليست مهيأة لعودة آمنة للاجئين.
ولكن تصريح الرئيس اللبناني بأن هناك من يريد إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وتوجيهه الاتهام المباشر إلى "المجتمع الدولي" بعرقلة عودتهم، فهذه أول مرة يتم توجيه هذا الاتهام إلى الدول الغربية بشقيها الأوروبي والأمريكي، فقد سبق لعون وصهره جبران باسيل، حين كان وزيراً للخارجية، أن سمع مراراً تأكيد الساسة الروس على استعداد روسيا لبذل كل الجهود لإعادة اللاجئين إلى سوريا، موضحين بأن الدول الغربية هي التي ترفض العمل على تأمين متطلبات عودتهم وتمويل المشاريع الكفيلة بذلك. وقد سبق لمبعوثي أمريكا أن رفضوا، في لقاءاتهم مع عون في لبنان، بحث مسألة عودة اللاجئين إلى سوريا.
ومن المعروف أن نظام بشار تمكن، بفضل التدخل الروسي والإيراني وبمباركة من أمريكا، من بسط سيطرته على "سوريا المفيدة" من حوران جنوبا إلى تخوم إدلب في الشمال الغربي، مع سيطرة القوات الكردية على مناطق شرق الفرات، بدعم أمريكي مباشر. فالرئيس عون يطالب بإعادة اللاجئين إلى "المناطق الآمنة" الواقعة تحت سيطرة نظام دمشق. ويأتي الجواب الغربي بالمماطلة في ذلك، بينما تقوم الدول الأوروبية وأمريكا بمنح بعض المساعدات المالية للدول المستضيفة للاجئين (سوريا والأردن ولبنان) على مبدأ: "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"! أي الإبقاء على اللاجئين أحياء، أو بالكاد، في الوقت الضائع ريثما تنضج الصياغة السياسية لمستقبل سوريا. علما أن عدد اللاجئين الهاربين من جحيم بشار قرابة 7 مليون في الخارج و7 مليون نازح في الداخل أي ما مجموعه 14 مليونا، وبحسب بيانات الأمم المتحدة فإن 80 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
ومع مرور عشر سنوات على تهجير اللاجئين من بيوتهم المدمرة في حواضر سوريا، تحت سمع وبصر قادة الغرب، يأتي تصريح عون الأخير ليشكل اتهاما للغرب بتقصد عرقلة عودة اللاجئين، التي يفترض بها أن تكون جزءا من رزمة الحل السياسي في سوريا. وعدم حصول هذه العودة أو السماح بها يشي بأن أمريكا في جعبتها تصور ما لمستقبل سوريا، وطبيعة النظام السياسي الجديد المراد فرضه، فتستخدم أمريكا ورقة اللاجئين لتخدم ما تريد فرضه. كما أن مرور الزمن يزيد المشكلة تعقيدا وتأزما، ما يذكّر بمعاناة أهل فلسطين الذين خرجوا منها في 1948 ولم يتمكنوا من العودة، بينما تقوم الأمم المتحدة بتقديم بعض الخدمات البائسة بما أصبح مشهد بؤس يومي في مناطق الشتات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش