- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العاصفة السياسية والمجلس العسكري في باكستان
الخبر:
اجتمعت قيادة حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز في لاهور لتجديد التعاون بينهما، ولاهور هي العاصمة السياسية للبلاد، وقد أشار الاجتماع إلى أن حكومة عمران خان تواجه اختباراً صعبا قبل الانتخابات العامة المزمع عقدها في تشرين الاول/أكتوبر 2023، وأن خصوم خان وحلفائه على حد سواء سوف يتنافسون على السلطة. (المصدر)
التعليق:
إن اجتماع قادة حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز لمناقشة التعاون قبل الانتخابات العامة هو علامة تنذر بالسوء، حيث تشير إلى أن الجيش يشعر بالإحباط المتزايد من حكومة خان وحزبه تحريك إنصاف. وحتى شركاء خان في الائتلاف يلعبون مع مصادر القوة في البلاد وبدأوا في إعادة ضبط علاقاتهم. حيث قام شركاء تحالف حزب إنصاف في الحركة القومية والرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح (ق) بمغازلة أحزاب المعارضة علناً. سواء كان حزب الحركة القومية المتحدة والرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح (ق) وهما يتطلعان بصدق إلى تبديل تحالفهما أو يحاولان التفاوض على صفقة أفضل مع حزب عمران، لذلك كان السؤال الذي يطرحه معظم المحللين هو ما هو موقف الجيش؟
باكستان بلد يصوغ الجيش فيه من خلال مؤسسته وكالة المخابرات الباكستانية، يصوغ السياسة الداخلية كي تتناسب مع مصالحها. وتاريخ باكستان السياسي مليء بالعديد من الأمثلة التي تظهر ذلك. ويحب ضباط الجيش الباكستاني هندسة النتائج السياسية من وراء الكواليس، وحصل ذلك مع حكومة بوتو وشريف في ما يسمى عقد الديمقراطية، وهو مثال على التدخل العسكري المفرط. وفي مناسبات أخرى، يحب الجيش أن يتولى السيطرة المباشرة ويتلاعب بالسياسة الباكستانية، من مثل عندما أطاح مشرف بنواز شريف من السلطة من خلال انقلاب عسكري عام 1999، وبدأ رحلة طويلة في بناء الدعم السياسي المحلي من خلال جعل نفسه العمود الفقري للمشهد السياسي الباكستاني. إن تدخل مشرف في السياسة الباكستانية يلقي بظلاله على حكومة خان الحالية، والتي تشبه إلى حد بعيد حكومة مشرف مع اختفاء بعض الوجوه.
ليس هناك من شك في أن خان والضباط العسكريين لديهم خلافاتهم، ولكن لا يوجد ما يوحي بأن الانقسامات عميقة الجذور بينهما. بل على العكس من ذلك، فإن الجيش أكثر قلقاً بشأن عدم كفاءة حكومة خان في التعامل مع الاقتصاد إلى إدارة تداعيات احتلال الهند لكشمير. ومن خلال منح مهلة لحزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية – جناح نواز لمعارضة حزب عمران وكذلك السماح لحزب الحركة القومية المتحدة وحزب الرابطة الإسلامية – جناح نواز بمغازلة المعارضة، فإن ضباط الجيش يهيئون الخيارات المحتملة في حالة انخفاض شعبية خان إلى درجة أنه من غير المحتمل أن يستعيدها مرة ثانية.
ولكن ستة عقود من العبث بالسياسات الباكستانية لها تكلفة باهظة، حيث يحتقر الباكستانيون سياسات السلالة الحاكمة، وإذا كانت جوقة 3.0 هي التي ستتولى السلطة فلن تكون النتيجة مختلفة عن التسعينات، ويضاف إلى هذا التعقيد التصور السائد بأن الجيش الباكستاني يعمل لصالح أمريكا. والتخلي عن كشمير وأفغانستان، ودعم الجيش لصندوق النقد الدولي، الذي بدأ في عهد ضياء الحق، كل ذلك ترك انطباعاً لا يمحى بين الناس أن الجيش لم يعد وصياً على المصالح الباكستانية. لذلك سواء سقط خان أو بقي في السلطة، فإن أيام التلاعب بالسياسة الباكستانية باتت معدودة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي – ولاية باكستان