- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المساعدات هي ارتهان للغرب وإفقار للأمة
الخبر:
أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه سيقدم 25 مليون يورو، للأردن، لدعم استجابته لارتفاع أسعار المواد الغذائية وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ويعدّ التمويل الجديد جزءا من مبادرة "مرفق الغذاء والقدرة على الصمود"
ويهدف التمويل الجديد إلى معالجة حالات الطوارئ المتعلقة بنقص السلع الأساسية والحفاظ على شبكة الحماية الاجتماعية على المدى القصير ودعم الزراعة المستدامة في المستقبل، حيث سيخصص التمويل للـ"الأشخاص الأكثر ضعفا و/ أو الشركاء الأكثر تضررا من الأزمة".
كما ستقدم مساعدات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً. (الغد، 2022/4/9)
التعليق:
أوضحت وزارة الصناعة والتجارة أن أغلب مستوردات الأردن من القمح تأتي من رومانيا، التي تمتلك حدوداً مشتركة مع أوكرانيا، ما يعزّز فرص تأثر مستوردات المملكة من هذه المادة الأساسية، على رغم تأكيدات الناطق الإعلامي في وزارة الصناعة والتجارة ينال برماوي أن المخزون الاستراتيجي من القمح آمن ويكفي لمدة 15 شهراً.
ومع ارتفاع قيمة سعر النفط في الأردن والعالم، سينعكس الأمر على كلفة الشحن ليس للمواد الغذائية فحسب، بل سيؤثر ذلك على ارتفاع سعر الشحن لكل الموارد.
وقد أعلنت الحكومة الأردنية سابقاً وعلى الدوام أن أسعار الخبز خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
أمّا بالنسبة للمواد الغذائية الأخرى فإن الأردن يعتبر سلة الغذاء من خضروات وفاكهة في منطقة الأغوار للأردنيين جميعاً بل وتصدر لدول الخليج الخضراوات من البندورة والخيار والخس وغيرها.
فالأردن غني بالمواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية، وحتى الزيوت والزيتون الذي تشتهر به دول بلاد الشام، فخيرات أرض الله كثيرة ووافرة.
ولو أحسنت الحكومة الأردنية تنظيم شؤون الزراعة في البلاد مثل السماح للمزارعين بحفر الآبار، وتنظيم توزيع الأراضي وحسن استغلالها في زراعة القمح والذرة والحبوب والأشجار، لتضاعفت كميات الإنتاج الزراعي، فالأردن جزء من بلاد الشام ذات الأرض الخصبة والمياه الوافرة.
هكذا هو واقع الزراعة في الأردن، فلماذا يكون التمويل الأوروبي للزراعة فيها؟
وهل ستذهب هذه الملايين وهذا الدعم للغذاء في الأردن؟
إن الحكومات التي فرضت الفقر والجوع والقحط في أرض سلة الغذاء هي من سيستفيد من هذا الدعم.
لقد أوكل الله تعالى للحاكم تدبير شؤون رعيته وسياستهم وحفظهم ورعايتهم بالإسلام، فهو مُطالب بالعدل فيهم، والقيام بمصالحهم في دينهم ودنياهم دون إفراط أو تفريط، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبي ﷺ قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ».
وحذّر من يُهمل أو يُقصّر، فأبو يعلى معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
أمّا وقد علمنا أن من يُنصّبون أنفسهم على رقاب المسلمين لا يُمثلون المسلمين ولا يرعونهم بالإسلام، فكان الضنك حالهم والقهر والذّل حياتهم، صار واجباً على الرعية العمل على تغييرهم وإزالة عروشهم ليتسنى لهم التمتع بخيرات بلادهم وأراضيهم واستعادة أموالهم وخيراتهم والحياة الآمنة المطمئنة في ظل الإسلام.
عليكم أيها المسلمون أن تلتزموا أمر الله تعالى بقول الحق في وجه الظالم حتى لا ينالكم ما نال بني إسرائيل من قبل.
قال رسولُ اللَّه ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا دخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّه كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّه وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ، ثُم يَلْقَاهُ مِن الْغَدِ وَهُو عَلَى حالِهِ، فَلا يَمْنَعُه ذلِك أَنْ يكُونَ أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ»، ثُمَّ قَالَ: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ إِلَى قوله: ﴿فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 78-81]. ثُمَّ قَالَ: «كَلَّا، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، ولَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ» رواه أَبُو داود والترمذي
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة محمود