- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مونديال 2022 في قطر وصراع الرموز
الخبر:
دعوات للمنتخبات العربية لتكون شارة القيادة بألوان علم فلسطين في مونديال قطر.
التعليق:
ما زال الغرب يعبث بعقول الشبيبة في بلادنا ويشغلهم بسفاسف الأمور ويضعهم أمام خيارات تافهة؛ سواء أكان في التعبير عن الرأي أو التأثير في الرأي، يضاف إلى هذا مضيعة الوقت والمال والجهد في سخافات يملأون بها أوقاتهم الفارغة من أية قيمة! والمستفيد الأكبر من هذا كله هم أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذون بالقرارات الاقتصادية التي تدر عليهم الأرباح الطائلة.
قضت دويلة قطر عشرات السنوات وأنفقت عشرات المليارات من الدولارات على بناء الاستادات الرياضية والمرافق العامة لتوفير الراحة للمشاركين في المونديال، وزادت النفقات لتكييف الأجواء بسبب الحرارة وتحقيق ما اشترطته منظمات الرياضة الأوروبية على وجه التحديد من توفير الدعة و"الدلال" للزوار وغير ذلك.
رغم كل هذه النفقات والاستعدادات ما زال الغرب غير راض ويتذمر وينتقد للحصول على المزيد. وهذا المزيد يظهر في الترويج لأفكار يريدون أن تكون جزءا من التنظيم ولا يعترض عليها أحد. ومنها أفكار الشذوذ الجنسي وما يسمونه حقوق المرأة وحقوق الإنسان والحريات. بالإضافة إلى تسييس المونديال لصالح القوى الغربية ودعما لطرف في النزاع العسكري دون الآخر.
والمؤسف أن شبابنا الذين تم تفريغهم فكريا يجرون وراء شعارات تافهة ويروجون لأعمال تصب في بوتقة التفاهة الغربية كما هو الحال في دعوة مغردين عرب عبر مواقع التواصل قادة المنتخبات العربية المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر إلى ارتداء شارة القيادة (الكابتن) بألوان علم فلسطين، وذلك بعد إعلان قادة منتخبات أوروبية ارتداء شارات قيادة لدعم حملات معينة بمضامين سياسية أو مبدئية.
منتخب بولندا أعلن عن نيته ارتداء شارة قيادة تحمل علم أوكرانيا دعما لها أمام الحرب الروسية، أما المنتخب الإنجليزي، فأعلن انضمامه لحملة مناهضة للتمييز، ضمت حتى الآن 9 منتخبات أوروبية سيتشاركون فيها بارتداء شارة ذات دلالات معينة في مونديال قطر وهي ألوان الطيف الدالة على مناصرة الشذوذ الجنسي.
كان اللاعب المصري محمد أبو تريكة قد عوقب في إحدى المباريات لأنه كشف عن لباس عليه إشارة استنكار للظلم الواقع على أهل قطاع غزة من اعتداء يهود عليهم، ومُنع من المشاركة في مباريات وطُرد من منتخبات للأسباب نفسها بحجة عدم قبول تسييس كرة القدم أو استغلالها للتعبير عن الآراء السياسية. والآن يريدون فرض هذه التعبيرات من الشارات والرموز القبيحة بأن ترافق اللاعبين وتكون حاضرة في كل بيت ويتابعها كل مشاهد حتى يعتاد عليها الصغير والكبير وتصبح جزءا من الواقع المفروض في المجتمع.
متى يستوعب شبابنا أن واجبهم تجاه أمتهم عظيم وأن مسؤوليتهم كبيرة؟!
ألم يعلموا أن الله سائلهم كما ورد في الحديث، عن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لَنْ تَزُولَ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ»؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة