- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الرأسمالي أحال حياة الناس إلى جحيم
الخبر:
قال عضو اللجنة المفوضة من تجار القضارف كمال إبراهيم الأمير إن الضرائب الباهظة تسببت في إغلاق أسواق القضارف ودفعت التجار للإضراب، والتي فاقت كل توقعات وتقديرات العام 2021م، وجاءت مخالفة للمعدل الطبيعي للنمو السنوي المعروف بـ15%، وأشار في حديثه لبرنامج (كالآتي) بقناة النيل الأزرق إلى أن الزيادات بواقع 600% إلى 1000%، وهنالك أحد التجار دفع ضريبة العام الماضي 45 ألفاً وهذا العام جاءت الضريبة 580 ألف جنيه، وعلى ضوء هذه الزيادات الكبيرة تنادى التجار في ولاية القضارف ممثلين في أكثر من 70 عضواً لكل الشُعب التجارية، موضحاً أن العام السابق كان أسوأ عام تجاري في السودان بما صاحبه من إغلاق للطرق والموانئ والاحتجاجات، موضحاً أن هنالك لجنة مكونة من التجار اجتمعت مع إدارة الضرائب بالولاية التي تمسكت بتقديراتها وقالت إنها مبنية على معلومات، كاشفاً عن أوضاع صعبة يمر بها التجار وصلت إلى حد رهن المنازل والمزارع والسيارات وفي ظل توقف للتمويل التجاري من البنوك وانهيار تام للدولة ولا يمكن سد عجز الدولة من جيب التاجر. (الانتباهة)
التعليق:
أصيبت هذه الحكومة بهستيريا جمع الأموال والتضييق على أهل البلد وأثقلَت كاهلهم بوابل من الضرائب فأصبح الركود هو السمة البارزة لعدم مقدرة المرء على سد حاجاته الأساسية التي لا غنى عنها، وأصيب التجار بشلل تام في بيع بضائعهم بسبب الغلاء الفاحش الذي تسببت فيه هذه الضرائب الباهظة، والكثير من أصحاب رؤوس الأموال لاذوا بالفرار من البلد، فقد أوردت باج نيوز خبرا مفاده تخوّف العضو السابق باتحاد الغرف الصناعية عباس علي من قيادة سوء السياسات والركود والتضخّم، القطاع الصناعي للإفلاس. وكشف عباس بحسب صحيفة الانتباهة عن هروب كثير من رجال الأعمال برأس مالهم إلى الخارج. وأضاف "رجال أعمال آخرون جمّدوا أعمالهم". ولا غرابة في ذلك في ظل نظام يتبني النظام الرأسمالي ويطبقه في أبشع صوره.
لقد جعل الإسلام الحاكم راعياً لا جابياً وجعل الحكم أمانة وليس غنيمة، عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ عن النبي ﷺ قال: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ولتحقيق هذه الرعاية فقد حرم الإسلام الجمارك والضرائب التي تضعها الأنظمة اليوم على السلع والخدمات فسببت الغلاء الفاحش، عن مَعْقِل بْن يَسَارٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقّاً عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الإمام أحمد وغيره.
إن هذه الحكومات التي أنشأها ورعاها الكافر المستعمر لحماية إرثه، وتطبيق نظامه، وتحقيق أجندته، لا تملك مثقال ذرة من الرحمة، وهي ترى ما آل إليه حال الناس من ضنك وشقاء بسبب تطبيق النظام الرأسمالي عليهم، وأصبح الإنسان عبارة عن بقرة حلوب للحكومة التي أثخنته وأثقلت كاهله بالضرائب وحولت حياته إلى ضائقات وأزمات مقصودة. فالنظام الرأسمالي نظام غير إنساني جاء ليهلك الحرث والنسل وليس للإنسان أي قيمة عنده غير جني الضرائب منه. فإلى متى العيش في ظل هكذا نظام؟! أما آن للأمة أن تخلع أمثال هؤلاء الحكام خدم المستعمر وعملائه، والعمل على مبايعة خليفة على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ يقودنا بكتاب الله وسنة رسوله فيخرجنا من نير وظلم هذا النظام الجائر؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان