الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا لا تريد أمريكا الحل في لبنان والمنطقة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا لا تريد أمريكا الحل في لبنان والمنطقة؟

 

 

 

الخبر:

 

الأخبار تدل على عدم جدية أمريكا في إيجاد الحلول في لبنان وكذلك في سوريا والمنطقة.

 

التعليق:

 

من يراقب سياسة أمريكا في لبنان منذ انتخاب الجنرال عون رئيسا له يعرف أنها منذ ذلك الوقت 2016م، رضيت بمجيء عون إلى منصب الرئيس على مضض، لأنه لم يكن المرشح الأفضل ولم تكن تثق به وبتقلباته وعناده.

 

فلماذا يا ترى قبلت به رغم قدرتها على الإتيان بغيره وقتها، وتعيينه في هذا المنصب الذي لا يأتي إلا كما تريد هي للأسف الشديد؟!

 

وبالطبع سترى السياسيين اللبنانيين يتبجحون دون خجل بالانتخابات والحل اللبناني! مع العلم أن أكثر السياسيين والمعلقين الصحفيين باتوا يقولونها علنا في وسائل الإعلام المختلفة: إن أمريكا هي التي تختار رؤساء لبنان وخاصة في السنوات التي جاءت بعد عام 1958، أي عند وصول الرئيس فؤاد شهاب للسلطة والتفاهم مع عبد الناصر على التفاصيل، بإشراف أمريكي مباشر.

 

وتوالت الأمور في كل انتخاب صوري لرئيس لبنان بعد ذلك، مرة بالتفاهم مع فرنسا، لا سيما إبان وصول عون للرئاسة، حيث كان الوضع السياسي حرجاً في لبنان، بسبب خروج القوات السورية، بضغط التظاهرات المدعومة حينها من جهات موالية لأوروبا عموما، وظهور قوى 8 آذار الموالية لأمريكا، وفي مقابلها قوى 14 آذار الموالية لأوروبا، ومرة بدون فرنسا، لا سيما في هذه المرحلة التي نعيشها والتي تشهد تراجعا كبيرا للوجود الأوروبي في لبنان، وقوة النفوذ الأمريكي، فلما أوصلت عون إلى السلطة، جعلت حوله من صمامات الأمان ما يكفل عدم تقلبه وخروجه من يدها، وأهمها إبقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيفا مسلطاً عليه.

 

وهكذا كان بالفعل حيث قام بري بما تريده أمريكا منه وأكثر، فلم ينتخبه ولم يسمح له بالنجاح في أي مشروع أراد القيام به، حتى اشتهر عند صهر عون جبران باسيل قوله: "ما خلونا"، فوصلت البلد إلى ما وصلت إليه، مما وصفه عون نفسه بـ"جهنم" من الناحية السياسية والاقتصادية والنقدية والأمنية والتربوية والقضائية والصحية وغيرها من الأمور التي لا تخفى على أحد من أهل لبنان.

 

وهذه الأيام بات واضحا لكل متابع للأحداث من خلال عدم انتخاب رئيس للدولة من خلال مسرحية مجلس النواب الواضحة كل خميس، بات واضحا الاستنتاج بأن الأمر الأمريكي لم يعط بعد للتعيين، وهذا واضح من تصرف بري ومن معه لعرقلة الانتخاب، والأمر الوقح أن معظم السياسيين أصبحوا يقولونها بصراحة: إن الأمر ينتظر الضوء الأخضر الأمريكي أو الإيحاء الأمريكي كما يقول بعضهم، وكما كان واضحا من تصرفات الدول الإقليمية الموكلة بملف لبنان مثل السعودية وإيران وحتى النظام السوري على تهاويه!

 

يعني أن المسألة هي انتظار أوامر أمريكا لا غير!

 

والسؤال الذي يطرح هنا هو، هل يا ترى أمريكا جادة في حل مشكلة لبنان أم هي التي تعقدها وتزيدها سوءا عن سابق إصرار وتصميم؟!

كما نلاحظ من عدم السماح بحل أي مشكلة فيه من كهرباء وماء وطرقات وطبابة وتعليم واقتصاد، بل وعدم السماح للدول بمساعدته إلا للحاجات الإنسانية، بل وإشراف عاموس هوكشتاين عراب الترسيم مع يهود على ملف الكهرباء بشكل مباشر! كل هذا يعني أنها تبقي لبنان في العناية المركزة من دون أن تتركه يموت، ولكن لا تسمح له بالتعافي.

 

أما لماذا لا تريد أمريكا الحل في لبنان والمنطقة، وخاصة في سوريا، بل بالعكس تعمل على تعقيد الأمور، وهذا ما قاله السفير الروسي زاسبيكين بصراحة مرة في إحدى المقابلات التلفزيونية: "إن أمريكا لا تريد الحل السياسي في سوريا وإن روسيا لا تقدر على الحل"، لا تريد أمريكا ذلك لأمرين:

 

أحدهما خاص بلبنان، فهي حصلت على ما تريد بشأن الترسيم والتطبيع مع يهود لتضمن مصالحها في الغاز والنفط، وتسير بلبنان في مشروع إحكام ربطه بقيود صندوق النقد الدولي، وبالتالي لا تستعجل طالما الأمور بيدها.

 

وأما الآخر، وهو الأهم والأخطر الذي يجب التنبه له والتنبيه منه، فلا أجد سببا يدعو أمريكا لإبقاء الفوضى والجوع والقلق والفقر والتفتت في لبنان وسوريا بل والمنطقة كلها بدرجات مختلفة لا أجد إلا أمرا واحدا، وهو التحسب لقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستزيل الحدود المصطنعة، وتقف في وجه مصالح أعداء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم أمريكا والغرب، والتي ستعيد الثروة كلها للأمة لتنعم بها وتحل مشاكلها، وتعد الجيوش للقيام بواجبها الذي طلبه الله تعالى منها من حمل الدعوة.

 

هذا هو حقيقة ما تخشاه أمريكا في بلادنا الإسلامية، لذا علينا المسارعة والمبادرة بالعمل الجاد لنري الغرب، لا سيما أمريكا، من أعمالنا القادمة ما يدهشها ويخيفها ويعود به إلى عصورها الوسطى، واضعين نصب أعيننا أننا ما نقوم بكل ذلك إلا إرضاء لله سبحانه واستجابة لأمره، مهما كلف الأمر.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد نزار جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالخميس, 15 كانون الأول/ديسمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع