تحرير الأقصى بعد تحرير الأمة

الخبر:

تتواصل الإدانات العربية والدولية لاقتحام قوات يهود للمسجد الأقصى، داعية إلى وقف التصعيد وضرورة وقف تدنيس المقدسات وأماكن العبادة.

التعليق:

لطالما تكرر مشهد اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك من قطعان يهود المجرمين. يتكرر هذا المشهد وتتكرر معه المظاهرات والوقفات التي تعبر عن غضب الأمة الجارف تجاه ما يجري في ثالث الحرمين الشريفين ومقتها الشديد لهذا الكيان المسخ الذي لا يجد له متنفسا إلا في إزهاق أرواح الأبرياء من أهل فلسطين والاعتداء على مقدسات المسلمين، وكم كنا نتمنى أن يصل الغضب إلى جيوش المسلمين فتغضب لله وتكسر قيودها التي كبلها بها الطواغيت الظلمة، وتتحرك لاستئصال شأفة يهود وتحرر البلاد والعباد، فهي القادرة على ذلك بما تملك من السلاح والخبرة العسكرية على خوض الحروب، إلا أن هذه الجيوش ما زالت لم تدرك بعد عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها ولم تدرك بعد تمام الإدراك أن الله سبحانه سيسألها عن تقصيرها تجاه المسجد الأقصى وما حوله، والملاحظ أن أكثر الخائفين من الأحداث في المسجد الأقصى هم الطواغيت الظلمة الذين لا يخافون إلا على كراسي الحكم، فيضطرون للشجب والاستنكار والتنديد ومن ثم التوسل إلى ما يسمى بالمجتمع الدولي ومؤسساته التي ساهمت مساهمة فعالة في زرع هذا الكيان المقيت في قلب الأمة الإسلامية.

صدق من قال "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ويهود المجرمون يعلمون أن رويبضات المسلمين هم صمام الأمان بالنسبة لهم، بل هم حماتهم وشريان حياتهم، لهذا فإن غضبة الأمة لا بد أن تكون وجهتها أولاً نحو حكام الضرار عملاء الغرب الكافر المستعمر، لتخلعهم وتعتق نفسها من تبعية هذا الغرب الذي أهانها وأذلها، حينئذ يكون تحرير الأقصى المبارك وسائر بلاد المسلمين المحتلة قاب قوسين أو أدنى.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل