- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الجرائم لا تحارب بجرائم أخرى!
الخبر:
اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء: سقوط 43 قتيلاً وإصابة أكثر من 55 آخرين جراء القصف الجوي على سوق قورو بمنطقة مايو جنوب الحزام بالخرطوم. (الجزيرة – السودان، 10 أيلول/سبتمبر 2023م)
التعليق:
انحصرت الآراء حول هذا الحدث، بين مؤيد للجيش، يهتف الله أكبر، وشامتٍ في ما لحق بهذا السوق، الذي تباع فيه كل المنهوبات من سلع وأجهزة إلكترونية، والمدخرات التي سلبت من بيوت الناس العزل، وهناك من ذهب إلى أنهم مجرمون، نهبوا بيوت الناس فاقتص الجيش منهم.
كل هذه التعليقات ليست على سواء، فليس انتصارا أن يدكّ الجيش سوقا يرتاده المتهم والبريء، وفيه المسلحون والعزل، إذ إن الانتصار يكون في ساحات ومعارك في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ولا يستطيع الجيش الاقتراب منها، فأين الجيش من معسكر اليرموك والاحتياطي المركزي والاستراتيجية... وغيرها؟!
أما الشامتون في القتل العشوائي فليس في الموت الذي لا يفرق بين المجرم والبريء شماتة، فقد يمر شخص واحد ليس له دخل ببيع المسروقات، فيكون زوال الكعبة الشريفة أهون عند الله من قتله.
أما من لم يجد غير أنه قصاص للناس، فهو واهم، لأن ذاك ترك يصارع الحرب لوحده، دون أن يقف معه أحد من القوات النظامية، فإذا نجا بشخصه من انتهاكات قوات الدعم السريع، فبيته وجميع ممتلكاته عرضة للنهب والسلب والتلف.
إننا بوصفنا مسلمين لا ندرأ الجريمة بجريمة أشد منها، فإن كانت الدولة تريد القصاص لرعاياها، فليكن ذلك، لكن بحكم الله وشرعه، فمن قطع الطريق فله حكم في الإسلام، ومن قتل فله حكم، ومن سرق فله حكم، ولا يؤخذ أحد بجريرة الآخر.
إن مصاب أهل السودان مرده غياب حكم الشرع الحنيف، الذي لا يظلم عنده أحد، وإن الحل الجذري يكمن في العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تضع الأمور في نصابها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان