- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ممر بايدن لا يخدم إلا أعداء الإسلام
الخبر:
وقّعت أمريكا والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي على هامش قمة العشرين في نيودلهي، مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي كبير يشمل سككاً حديديةً وربط موانئ ومد خطوط وأنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات، أطلق عليه البعض "ممر بايدن" نسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن صاحب فكرة المشروع.
ووصف الرئيس الأمريكي المشروع بالتاريخي، وجاء إعلان بايدن بعد يومين من تصريح المتحدثة باسم الخارجية الصينية بأن 90 دولة أكّدت أنها ستشارك في المنتدى الثالث لمبادرة الحزام والطريق الذي تستضيفه بكين في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
كما ربط معلّقون بين الإعلان الأمريكي وغياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمّة العشرين، حيث قال المحلل السياسي والأمني فاران جيفري إن شي لم يحضر تجنبا للإحراج، ومن جهتها رأت المحللة فيلينا تشاكاروفا أن هذه الخطوة تأتي في إطار التنافس الصيني الهندي.
من ناحية أخرى احتفى رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو بالإعلان عن الممر الاقتصادي، وظهر في مقطع فيديو عبر منصات التواصل السبت يبين فيه بالخرائط مسار المشروع الذي ذكر أن كيانه سيكون محطة رئيسية فيه، وقال "يسرني أن أزف لمواطني دولة (إسرائيل) بشرى تحول (إسرائيل) إلى مفرق رئيسي في هذا الممر الاقتصادي"، مشيرا إلى أن رؤية هذا المشروع "تعيد تشكيل ملامح منطقة الشرق الأوسط"، وأضاف: "ان واشنطن اتصلت بـ(إسرائيل) قبل شهور عدة للمشاركة في المشروع، ومنذ ذلك الحين جرت اتصالات دبلوماسية مكثفة لتحقيق هذه الانفراجة"، ووصف نتنياهو المشروع بأنه "التعاون الأكبر في تاريخ (إسرائيل)".
التعليق:
يُعتبر توقيع الدول الأوروبية والهند على مُذكرة تفاهم لإنشاء هذا الممر الاقتصادي الكبير برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن أكبر إنجاز لأمريكا في مواجهة الممر الصيني المعروف بـ(الحزام والطريق)، بل يُعتبر حاجز صد منيع يقف أمام المشروع الصيني ويمنع الصين من الوصول اقتصادياً إلى أوروبا وهو هدفها الأكبر، فهو في الواقع إنجاز عملي يعرقل استكمال مشروع الحزام والطريق.
ولعل إعلان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبيل انعقاد مؤتمر العشرين في الهند عن انسحابها من مشروع الحزام والطريق كان تمهيداً لاشتراكها في هذا المشروع الأمريكي الجديد، وابتعادها مُرغمةً عن الصين، وهو دليل على خضوعها وخضوع أوروبا معها لإملاءات أمريكا.
تأمل أمريكا من هذا المشروع تحويل الهند إلى مصنع العالم للسلع الرخيصة بدلاً من الصين، وذلك في سعيها منذ فترة لمحاصرة الصين اقتصادياً واستراتيجياً، وذلك من خلال فصل أوروبا عن الصين اقتصادياً، ومنع تمدد الصين خارج إقليمها، ومحاصرتها في منطقة شرق وجنوب آسيا.
ولعل سبب غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مؤتمر العشرين المُنعقد في الهند هو توقيع هذا الاتفاق في المؤتمر، وهو ما يُعتبر طعنة غدرٍ في خاصرة الصين.
إنّ أهم عناصر هذا الممر الجديد هو الهند وأوروبا فهما القوتان الاقتصاديتان الكبيرتان في هذا المشروع، وأمّا الباقون كالسعودية والإمارات وكيان يهود فهم مُجرد محطات ترانزيت له.
إلا أنّ كيان يهود يستفيد من المشروع أكثر من السعودية والإمارات كونه يملك الميناء الرئيسي (حيفا) لتلقي وتحميل وشحن واستقبال البضائع من الهند إلى أوروبا وبالعكس، بالإضافة إلى تطبيع علاقاته مع السعودية بحجة المُشاركة في هذا المشروع من دون تقديم أية تنازلات سياسية ملموسة.
وإن تمّ تنفيذ هذا الممر فسيكون أيضاً مُضراً بقناة السويس كونه سيأخذ نصيباً من حصتها في النقل البحري، وهو ما يُقلّل من أهميتها الاستراتيجية عالمياً.
إنّ مُشاركة السعودية والإمارات في المشروع لن يُفيدهما اقتصادياً ولا سياسياً بالطبع، فهما فقط ستخدمان أمريكا وأوروبا وكيان يهود كمجرد طريق للبضائع، ولا قيمة لمُشاركتهما فيه، وستُحوّلان المنطقة بالتالي إلى مُستعمرات سياسية تابعة لأمريكا، وخادمة لأعداء المسلمين كأوروبا والهند وكيان يهود.
فهذه المُشاركة السعودية الإماراتية في هذا الممر الجديد هي خيانة جديدة يُضيفها محمد بن سلمان ومحمد بن زايد إلى خياناتهما الكثيرة ضد الشعوب الإسلامية.
ولسوف تقوم الشعوب الإسلامية قريبا بإذن الله بهدم عرشيهما وإلغاء كل الاتفاقيات الخيانية التي قاما بإبرامها بعد أنْ تُقام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني