- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تعالَج الكوارث بتنكيس الأعلام!
الخبر:
أودى الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز في المغرب بحياة 2497 شخصاً وأدى إلى إصابة نحو 2476 شخصاً بجروح بحسب آخر إحصائية نشرتها وزارة الداخلية المغربية.
وفيما يقول لسان حال المتضررين "شهدنا أهوال يوم القيامة"، تؤكد المشاهد والمقاطع المصورة التي انتشرت على وسائل التواصل السخط الشعبي من عدم أداء السلطات المغربية دورها على الوجه المأمول. وكان الديوان الملكي المغربي، قد أعلن تنكيس الأعلام والحداد لمدة 3 أيام دون الإعلان عن حالة الطوارئ حتى الآن.
وفي ليبيا اجتاحت فيضانات وسيول مناطق عدة في شرق البلاد جراء العاصفة "دانيال" ما تسبب بمقتل وفقدان المئات وفق تقديرات أولية. وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الحداد الوطني لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام، عقب الكارثة.
التعليق:
الأرقام الرسمية المعلنة لأعداد الضحايا والمصابين ليست موضع ثقة، فما شاهده الناس من حجم الدمار وصل لحد محو قرى بكاملها وتسويتها بالأرض في المغرب يشي بأن المصاب جلل والقصر في سبات عميق لدرجة أن تعلن حالة الطوارئ وتسخر كل إمكانيات الدولة بما فيها الجيش لنجدة الناس وإنقاذهم وانتشالهم وإنشاء مراكز الإيواء والمستشفيات وتقديم كل مساعدة لازمة وبسرعة... كل ذلك والشعب مسحوق في انتظار استيقاظ مجرم عميل ابن مجرم عميل من غفوته.
حاليا فإن تنكيس الأعلام لثلاثة أيام متواصلة هو العلاج الناجع عند القوم!!!
أما في ليبيا فقد أضيف إلى تنكيس الأعلام "إعلان حالة الطوارئ" في بلد تمزقه الحرب بالوكالة أصلا، ويتسابق كل طرف على ترسيخ نفوذ سيده أولاً غير عابئ بالناس.
المسلمون هبوا - كعادتهم - بجهودهم الذاتية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتبرع بالغالي والنفيس لنجدة إخوانهم، وفي بعض بلاد المسلمين سمعنا عن محاولات لجمع التبرعات للمنكوبين في المغرب فكانت الاستجابة شحيحة، وحتى لو جمعت الأموال ووجدت طريقها للمنكوبين مباشرة فإن الوضع الطبيعي أن تكون الدولة هي المبادرة وبسرعة لتقديم ما يوجبه عليها الإسلام من واجب الرعاية. نستذكر هنا قول الفاروق عمر "لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم تسوّ لها الطريق يا عمر"، فما بالك بعشرات القرى والأنحاء لم تعبأ بها الدولة مسبقا فلا طريق معبد ولا مستشفى ولا غوث؟!
"السلطة لم تأت إلينا ولم تلق نظرة، لماذا؟ نحن من أين؟ ألسنا مغاربة؟"، يتساءل أب مكلوم القلب فُجع بفقدان أولاده جراء تأخر السلطات عن إنقاذهم، ويضيف والدموع تغلبه "كان يجب أن تتصرف السلطة وتحضر الكلاب المدربة والرافعات، هم يمتلكون الإمكانيات ليس لديهم نقص فنحن في عصر التقدم، عيب وعار على المسؤولين".
لكم الله إخواننا في المغرب وفي ليبيا، لكم الله، ولكن المسلمين يعيشون في ظل أنظمة لا همّ لها سوى إفقار الناس وجلد ظهورهم وكمّ أفواههم والمتاجرة بدمائهم ومقدراتهم وفوق ذلك إفسادهم.
رحم الله موتى المسلمين وشفى الله الجرحى وعوضهم بمصابهم خيرا، ولكن لا بد من التذكير أن الأوان قد حان ليطرح المسلمون عن أنفسهم ثوب الذلة والصغار الذي ألبسهم إياه حكام الضرار ويعملوا مع العاملين المخلصين للتغيير الجذري الذي يعيد المسلمين إلى مكانتهم فيحيَوْا حياة كريمة في ظل دولة كريمة تعرف حق الرعاية حق المعرفة؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. هذه الدولة لا تنكس رايتها "راية التوحيد"، لأنها ترمز إلى محركها وأصلها وفصلها ودافعها للعمل وسياسة الرعية. وحينها لا تعثر بغلة فضلا عن امرأة توشك أن تضع فلا تجد من يساعدها، فكيف حين تقع الملمات العظام؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى