- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دلالات ومآلات تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن قوات الدعم السريع
الخبر:
قال بلينكن في بيان صحفي، الأربعاء "إن أفراد قوات الدعم السريع ارتكبوا في دارفور فظائع وانتهاكات أخرى، بما في ذلك أعمال القتل بدوافع عرقية والانتهاكات التي تستهدف النشطاء والمدافعين في مجال حقوق الإنسان والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع وأعمال نهب المجتمعات المحلية وحرقها".
وأعلن أن وزارة الخارجية فرضت عقوبات على اللواء في قوات الدعم السريع، قائد قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة، وذلك لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث أشارت مصادر موثوقة إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2023 وبقيادة اللواء جمعة بخطف حاكم غرب دارفور خميس أبكر وشقيقه وقتلهما.
وأضاف بأن وزارة الخزانة تقوم بشكل متزامن بفرض عقوبات على القائد البارز في الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو، وذلك لصلته بقوات الدعم السريع التي ارتكب أفرادها انتهاكات لحقوق الإنسان ضد مدنيين في السودان.
التعليق:
إن من أهم دلالات هذه الإجراءات أن أمريكا قد رفعت يدها عن قوات الدعم السريع في هذه الحرب، وعليه فإنه لا مستقبل سياسي لها في السودان، وأن أمريكا أرسلت رسالة ضمنية للبرهان مفادها أن يحسم قوات الدعم السريع عسكريا. وقد استوعبها البرهان سريعا وأصدر قرارا بحلها، ما يعني ألا تفاوض إلا في المجال العسكري الذي يعني الاستسلام، ويفهم ذلك من خلال تصريحات البرهان في الدوحة، وبورتسودان بعد عودته من الدوحة، وفي الدمازين، حيث ظل يردد عبارات من قبيل: لا بد من هزيمة التمرد والقضاء عليه، ما يشير إلى أن استراتيجية الحرب التي عكف عليها الجيش منذ بداية الحرب بالتقوقع داخل ثكناته، والتي مكنت قوات الدعم السريع من نشر الخراب، والدمار، ونهب ممتلكات الناس، سوف تتغير في مقبل الأيام، وقد يتزامن النصر الحاسم عليها مع تكوين حكومة تصريف أعمال.
إن خنوع قيادة الجيش للتوجيهات الأمريكية التي أطالت أمد الحرب التي أهلكت الحرث والنسل، ليست هي السبيل للخروح من أزمات البلاد المتلاحقة، وآخرها هذه الحرب اللعينة، إنما لا بد من الانعتاق من هذه التبعية الذليلة. ولا يكون ذلك إلا بالانعتاق من جميع أنظمة الكفر، وذلك بالرجوع إلى كتاب الله ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ﴾ وإلى سنة نبيه ﷺ «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ؛ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، لنبايع رجلا خليفة للمسلمين يسوسنا بكتاب الله وسنة نبيه فيحمي بيضة الإسلام، ويحقن دماء المسلمين، ويفك أسراهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان