الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ولا تزال معركة غزة مستمرة وصمت الأمة مطبقاً!

 

 

الخبر:

 

بعد أكثر من 5 أشهر على حرب غزة لا تزال الآلة العسكرية لكيان يهود تعمل تقتيلا وتشريدا وتجويعا لأبناء غزة، ولا تزال الأمة الإسلامية تقف موقفا لا يعدو الشجب والاستنكار والبكاء والدعاء للأهل في غزة.

 

التعليق:

 

مضى على حرب غزة حوالي 140 يوما ولا تزال آلة الحرب لكيان يهود تعمل بكل قواها تدميرا وقتلا وتشريدا لعشرات الآلاف من أبناء غزة المسلمين. وما تعلنه دولة الكيان عن أهدافها النهائية للحرب والتي ليست لها مقاييس محددة يعني أن الكيان ماض في حربه ما لم يتم إيقافه قسرا. وتعلن عن المرحلة الأخيرة من الحرب في هجوم قادم على رفح وقد تجمع فيها ما يزيد على مليون ونصف المليون ممن تم تهجيرهم من شمال ووسط غزة. وكما هو ديدن الكيان المحتل فإنه لا يقيم وزنا لا لرأي عام دولي، ولا لقرارات دولية سواء من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو المحكمة الدولية. فكيان يهود قام بقرار من كبرى الدول الاستعمارية بريطانيا، ولا يزال يحصل على الدعم من بريطانيا وأمريكا وباقي الدول الأوروبية. وما مطالبة هذه الدول الكيان بتخفيف الضغط والقتل الجماعي لأهل غزة إلا ذرا للرماد في العيون، ومحافظة على ما تبقى لديهم من ماء وجه أمام الرأي العام العالمي أو الإسلامي. وأما الحقيقة فهي ما نطق به بايدن بقوله "لو لم تكن (إسرائيل) موجودة لأوجدناها"، ما يبين حقيقة وجود الكيان ودوره المهم في تمكين الغرب الكافر من بسط النفوذ والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط واستعماله أداة مهمة لإبقاء دول المنطقة في حالة خوف دائم، وتبعية عمياء، وابتعاد عن الحل الجذري لقضيتها والخاصة بإعادة بناء كيان الدولة الإسلامية والتي بدونها لا يمكن تحقيق نهضة ولا تسلم زمام المبادرة في المنطقة أو العالم.

 

وإزاء كل ذلك فإن موقف الأمة الإسلامية أفرادا وشعوبا لا يزال يراوح مكانه من أعمال تظاهر، وشجب واستنكار وبكاء ودعاء مع تمنيات حصول نصر يطيح بكيان دولة الاحتلال في فلسطين، من دون التفكير في آليات النصر ومقدماته، والأعمال المواكبة للنصر. فالنصر لا يكون بدون إعداد القوة المناسبة لمواجهة العدو والله تعالى يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ...﴾، والله تعالى يطلب من المسلمين أن يرابطوا في موقع القتال بقوتهم وعتادهم مع الصبر والمصابرة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾. والنصر لا يكون في غير ساحة المعركة، فساحة المعركة الآن في فلسطين وفي غيرها من المناطق، فما لم تكن القوة الخاصة بالأمة في ساحة المعركة فلا يطلب النصر هناك. نعم إن الإخوة المجاهدين في غزة يقاتلون بأنفسهم وأموالهم، ولكن الحقيقة هي أن هذه الفئة المجاهدة لا تمثل الأمة الإسلامية بل تمثل فئة محدودة جدا من الأمة، فإن أوفت هذه الفئة بواجبها، وأفضت إلى الله ما لها وما عليها، فالأمة لم توف الله ما طلبه منها ليوفي لها بالنصر المبين.

 

الأمة الإسلامية مطلوب منها بحيث إنها بمجموعها محل الخطاب من الله العلي القدير بالإعداد للقتال، والمرابطة على جبهات القتال، وعدم التولي يوم الزحف، وردع كل معتد على أرض وعرض ومال وحياة المسلمين، بل بحمل راية الجهاد مطلقا ودائما للحفاظ على الدين الذي أوكلها به الله تعالى ورفع راية الإسلام في العالم أجمع.

 

لا يختلف اثنان على أن الأمة الإسلامية اليوم لم تخذل أبناءها في غزة فقط، بل خذلت كل قضايا الأمة في جميع بقاع الأرض؛ فهي لم تمنع الهندوس من إقامة معبد الشرك على أنقاض مسجد بابري في الهند، ولم تمنع سفك الدماء المتواصل منذ أكثر من 10 أشهر في السودان، ولا سفك الدماء في ليبيا الذي لم يتوقف منذ الثورة التي أطاحت بطاغوت ليبيا القذافي، ولم تمنع احتلال سوريا مباشرة من قبل أمريكا وروسيا مع قتل وتشريد أكثر من 5 ملايين من أبناء الأمة في سوريا. وقبل ذلك كله، تخلّيها المستمر عن إعادة بناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لاستئناف الحياة الإسلامية بدل ما غرقوا به من تيه وركام جاهلية العلمانية والمدنية والرأسمالية والديمقراطية والقومية وغيرها من الترهات.

 

لقد آن الأوان لأمة الإسلام التي أوكل الله إليها رسالة الإسلام بعد انتقال رسول الله ﷺ للرفيق الأعلى، وقد حمل الرسالة بكل أمانة وصدق وإخلاص رجال لم تلههم تجارة ولا بيع ولا مال ولا مصالح عن ذكر الله. وحملته الأمة بمجموعها دون كلل أكثر من 13 قرنا، إلى أن ﴿خَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾، وتركوا الجهاد وتخلوا عن خلافة الإسلام، وتبعوا في حياتهم وحكمهم طواغيت العصر كلها، ونتج عن كل ذلك هذا العجز المطبق حيال ما يجري في فلسطين على أيدي أجبن خلق الله، وأكثرهم حقدا على الإسلام والمسلمين.

 

إن ما يجري في غزة اليوم ومع تحرك الرأي العام العالمي، واستفزاز مشاعر المسلمين وغيرهم، لا بد أن يتحول إلى طوفان حقيقي يطيح بأنظمة السوء، ويطلق طاقات الأمة من عقالها، ويكسر القيود المكبِّلة لجنودها، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

 

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 24 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع