الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ناريندرا مودي يصعّد خطابه المناهض للمسلمين في الانتخابات الهندية متعددة المراحل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ناريندرا مودي يصعّد خطابه المناهض للمسلمين في الانتخابات الهندية متعددة المراحل

الخبر:

بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حملة انتخابية متصاعدة، حيث كثف خطابه الاستقطابي بخطبه التحريضية التي تستهدف المسلمين، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو.

وفي التجمعات الانتخابية الأخيرة، وصف مودي المسلمين بأنهم "متسللون"، وقال إنّ لديهم "عدداً كبيراً جداً من الأطفال"، في إشارة إلى الصورة النمطية القومية الهندوسية التي تقول إن المسلمين ينجبون المزيد من الأطفال من أجل أن يفوق عددهم عدد الهندوس في الهند. (صحيفة بوليتيكو)

 

التعليق:

تأسّس حزب بهاراتيا جاناتا عام 1980، وهو معارض لحزب المؤتمر الوطني الهندي العلماني، الذي يعود تاريخه إلى الحكم الاستعماري البريطاني. ومنذ الاستقلال في عام 1947، هيمن حزب المؤتمر الوطني الموالي لبريطانيا، مع انقطاعات قليلة، على السياسة الهندية. ولكن بعد وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة تغير اتجاه السياسة الهندية، واليوم تخدم الهند، إلى جانب باكستان ودول أخرى في المنطقة تدور في فلك أمريكا، الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء الصين ومواجهة مشروع الحزام والطريق.

 

ومن خلال الترويج للتفوق الهندوسي والدعوة إلى الفصل وتهميش الأقليات المسلمة والنصرانية، يعد حزب بهاراتيا جاناتا الجناح السياسي للمنظمات القومية اليمينية في الهند. وأكثر هذه الجماعات نفوذاً وعدداً هي الجماعة الهندوسية شبه العسكرية "منظمة التطوع الوطنية"، التي تعاطف مؤسّسوها مع السياسات الفاشية لألمانيا النازية.

 

إن رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي، الذي، في سعيه للحصول على الأصوات، يُرهب ناخبيه الجهلة بافتراءات سخيفة وشيطنة المسلمين، يأتي أيضاً من منظمة التطوع الوطنية، وفي محاولة لتحويل المسؤولية عن فشل سياساته، يتّهم مودي معارضيه بالتواطؤ مع المسلمين، الذين يصفهم بـ"المتسلّلين" الذين يزعم أنهم دخلوا من الخارج وتعمدوا إيذاء الأغلبية الهندوسية.

 

وبسبب هذا الخطاب المتعصب والمتحدّي، غالباً ما يتعرض المسلمون في الهند لهجوم عدواني من قبل المشركين. غالباً ما تكون هناك حالات يُقتلون فيها بوحشية لمجرد أكل لحم البقر، أو للاشتباه في إهانة الأصنام، أو حتى بسبب النظر إلى امرأة هندوسية. ويعتبر أنصار حزب بهاراتيا جاناتا تدمير مسجد بابور في أيودهيا عام 1992، والذي رافقه مذابح وقتل آلاف المسلمين، أحد نجاحاتهم التاريخية. ومع افتتاح معبد هندوسي بني في موقعه، بدأ مودي بشكل غير رسمي برنامجه الانتخابي الحالي.

 

وفي شباط/فبراير وآذار/مارس 2002، ارتكب أنصار حزب بهاراتيا جاناتا المزيد من المذابح الجماعية والمذابح الدموية في ولاية جوجارات الهندية، حيث كان مودي رئيساً للوزراء منذ تشرين الأول/أكتوبر 2001. وتعرض عدة آلاف من المسلمين، وأغلبهم من النساء والأطفال، للاغتصاب الوحشي والقتل، وتم أحراقهم أحياءً أو شوّهوا أو فقدوا. واضطر مئات الآلاف من المسلمين، بعد أن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، إلى الفرار من الحشود الغاضبة من المتعصبين الهندوس، بتحريض من التقاعس الإجرامي والتشجيع غير المباشر من جانب سلطات الدولة بقيادة مودي.

 

ولم توجه لجنة التحقيق التابعة للمحكمة العليا الهندية في المذابح، والتي تمّ تشكيلها في عام 2010 إلاّ اتهامات جنائية ضدّ مودي. وعلى الرّغم من أنّ الكثيرين يعتبرون مودي أحد المذنبين الرئيسيين بتلك المأساة، إلا أنه تم انتخابه رئيساً لوزراء الهند في عام 2014، بل وتصدر التصنيف الدولي للسياسيين الأكثر اعتماداً. وقد تمّ استقبال مودي بحفاوة في العديد من عواصم العالم، ومنح العديد من أوسمة الدولة العليا، بما في ذلك من أيدي حكام البلاد الإسلامية الرويبضات، الذين سارع بعضهم إلى نصب الأصنام إرضاءً للمشركين. وصدق الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.

 

إنّ جرائم مودي وعصابته من حزب بهاراتيا جاناتا ليست استثناءً أو حادثة عرضية. فالمسلمون يتعرضون لاعتداءات وفظائع لا يمكن تصورها دون عقاب، ليس فقط في الهند، ولكن أيضاً في بلاد الشام المباركة وبورما وتركستان الشرقية والبلقان والقوقاز وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلدان. وهذا لا يثير أي ردّ فعل مما يسمى بـ"المجتمع الدولي" سوى كلمات الإدانة المنافقة ودموع التعاطف الزائفة. ففي نهاية المطاف، فإن "المجتمع الدولي" هو مجرد شاشة تخفي المواجهة الجشعة للقوى الاستعمارية الغربية العظمى من أجل السيطرة على العالم في إطار الأيديولوجية الرأسمالية.

 

كل هذه الكوارث هي نتيجة لخسارة الدولة الإسلامية الموحدة، التي لم تكن تحمي المسلمين فحسب، بل كانت أيضاً بمثابة ملجأ لجميع المضطهدين. وبعد هدم الخلافة، استعبد أعداء الله الأمة الإسلامية لشر أنظمة الطاغوت المخترعة، وقسموها إلى عشرات الكيانات الوطنية والإقليمية الخاضعة للسيطرة، ومسترشدين بسياسة فرّق تسد، نصبوا على رأس كل منهم عملاءهم من الرويبضات، الذين بدأوا يتاجرون بالدين والأموال وأرواح وأعراض المسلمين لإرضاء أسيادهم.

 

هذا هو واقع العصر الحديث الرهيب الذي قال عنه رسول الله ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ» ولن تتخلص الأمة الإسلامية من طغيان أنظمة الكفر وتوابعها إلا بعودة الخلافة. وستنجح في ذلك إذا اتبعت منهاج النبي ﷺ حين أقام أول دولة إسلامية في المدينة المنورة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مصطفى أمين

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

آخر تعديل علىالأحد, 02 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع