- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب
(مترجم)
الخبر:
في 3 أيلول/سبتمبر 2024، وصل بابا الفاتيكان فرانسيس إلى إندونيسيا. وكان زعيم الطائفة الكاثوليكية في إندونيسيا من 3 حتى 6 أيلول/سبتمبر 2024. وفي 5 أيلول/سبتمبر 2024، كان هناك قداس كبير في ملعب بونج كارنو، في جاكرتا. ومن أجل احترام القداس، أصدرت الحكومة، عبر وزارة الاتصالات والإعلام، تعميما تطلب فيه من محطات التلفزة التي تبث عادة أذان المغرب عدم بث الأذان، بل استبدال النص الجاري به. والسبب هو عدم انقطاع البث المباشر على شاشة التلفزيون. حتى إن نصر الدين عمر، الإمام الأكبر لمسجد الاستقلال، قام بتقبيل جبهة البابا، كما كانت الإثارة على وسائل التواصل. ووقع البارزون من الأديان، بما في ذلك البابا فرانسيس، إعلانا في مسجد الاستقلال وأطلقوا عليه إعلان الاستقلال 2024. ومن بين محتويات الإعلان ما يلي: "إن الظاهرة العالمية للأزمة الإنسانية تتميز في المقام الأول بانتشار العنف والصراع الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدد مثير للقلق من الضحايا. والأكثر إثارة للقلق هو أن الدين كثيرا ما يستخدم في هذا الصدد، ما يؤدي إلى معاناة كثير من الناس، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن".
التعليق:
1- حتى الآن، ظل المسلمون في إندونيسيا محاصرين دائماً باتهامات بعدم التسامح مع الديانات الأخرى. إن موقف الحكومة بوقف أذان المغرب على شاشة التلفزيون بحجة أنه في الوقت نفسه هناك قداس كبير يقوده البابا يظهر موقفا غير متسامح. الأذان جزء من عبادة المسلمين، والقداس جزء من عبادة الكاثوليك. يوضح هذا الإجراء أن عبادة المسلمين (الأذان) تُهزم بالقداس! في الواقع، هذا موقف غير متسامح تجاه المسلمين. وبينما هم يدعون للتسامح، فإنهم في الواقع ليسوا متسامحين.
2- إن الموقف المتمثل في الإشادة بالبابا من الأشخاص الذين يطلق عليهم الزعماء المسلمين (وهم أشخاص ليبراليون) والنظر إلى البابا باعتباره جالب البركات لإندونيسيا هو موقف دوني. قال ابن خلدون في المقدمة: "الفصل الثالث والعشرون في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده". وهذا الموقف يتناقض بوضوح مع أحكام الإسلام. يريدون أن يطلبوا العزة من الكفار، وإن العزة لله وللرسول وللمؤمنين. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
3- وذكر إعلان الاستقلال القضايا الإنسانية، إلا أنه لا يتحدث إطلاقاً عن همجية كيان يهود في فلسطين. ويبدو أنهم عميان حتى لا تتحرك قلوبهم للدعوة إلى الدفاع عن المسلمين في فلسطين والقضاء على كيان يهود من هذه الأرض المباركة. ويبدو أن هذا الإعلان ليس متحيزا تجاه المسلمين.
4- وينص الإعلان أيضاً على وجوب توجيه القيم الدينية نحو تعزيز ثقافة الاحترام والكرامة والرحمة والمصالحة والتضامن الأخوي للتغلب على التجريد من الإنسانية وتدمير البيئة. ومع ذلك، في الواقع، تنص اللائحة الحكومية رقم 25 لعام 2024، وخاصة الفقرة (1) من المادة 83أ، على أنه يُسمح للمنظمات الدينية بإدارة المناجم. تتقدم العديد من المنظمات الدينية حالياً بطلب للحصول على تصاريح لإدارة المناجم. وذكر تقرير شبكة مناصرة التعدين أن الأزمة الإنسانية التي حدثت في إندونيسيا كانت على وجه التحديد نتيجة لعمليات عسكرية خطيرة في بابوا، بما في ذلك توسع الصناعات الاستخراجية في مناطق مختلفة والتي أدت بعد ذلك أيضاً إلى التجرد من الإنسانية. وفي تقريره النهائي لعام 2023، أشار اتحاد الإصلاح الزراعي إلى أن قطاع التعدين ساهم بنسبة 13٪ في النزاعات الزراعية التي حدثت في إندونيسيا. لذا، فإن سبب الصراع ليس الإسلام بل هو النظام الرأسمالي الاستغلالي. إن الأمة بحاجة إلى حل، وهو إيجاد الإسلام كاملا في ظل الخلافة على منهاج النبوة. والمشكلة هي لماذا عندما يأتي زعيم العالم الكاثوليكي يتم الترحيب به واحترامه، وفي الوقت نفسه، يعتبر مجرد الحديث عن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجمع شتات المسلمين في العالم تهمة؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا