الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
ماذا تعني العلاقات الوثيقة بين روسيا وطالبان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ماذا تعني العلاقات الوثيقة بين روسيا وطالبان؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ترأس سيرجي شويجو، أمين مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، وفداً رفيع المستوى إلى كابول، حيث أجرى مناقشات مع مسؤولي طالبان بشأن تطوير العلاقات الثنائية. وخلال هذه الزيارة، التقى بنائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون السياسية والاقتصادية، ووزير الدفاع، ووزير الداخلية، والمدير العام لإدارة الاستخبارات. وفي أعقاب هذه الزيارة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أنّ موسكو تسعى إلى توسيع علاقاتها مع السلطات الأفغانية الحالية.

 

التعليق:

 

لا ينبغي النّظر إلى العلاقة بين روسيا وطالبان باعتبارها مجرّد أداة لمواجهة المصالح الأمريكية في أفغانستان والمنطقة. فقد اتبعت روسيا باستمرار سياسة عملية وحذرة في هذا المجال. على سبيل المثال، خلال احتلال حلف شمال الأطلسي لأفغانستان، دعمت روسيا استراتيجية مكافحة الإرهاب التي صمّمتها أمريكا وحلف شمال الأطلسي. وفي حين حافظت على علاقاتها مع طالبان، لم تقدم لها روسيا دعماً كبيراً من شأنه أن يهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر. وعلاوةً على ذلك، لعبت روسيا دوراً رئيسياً في تيسير مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، وعرضت صيغة موسكو كمنصّة للحوار؛ وهي المبادرة التي تتوافق أيضاً مع الأهداف السياسية لروسيا.

 

وتنبع العلاقة الوثيقة بين روسيا وحركة طالبان من موقعها الجيوسياسي والمخاوف الأمنية المتعلقة بأنشطة الجماعات المسلحة. وقد دفعت التهديدات التي يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية ووجود الجماعات الجهادية في آسيا الوسطى في أفغانستان، والتي أعلن العديد منها الولاء لطالبان، دفعت روسيا إلى تبني نهج أكثر تعاوناً مع طالبان. وكما وصف فلاديمير بوتين مؤخراً حركة طالبان بأنها حليفة في مكافحة الإرهاب.

 

وترتبط هذه العلاقات أيضاً بالتهديدات الحدودية. إنّ آسيا الوسطى، التي تعتبر بمثابة الفناء الخلفي الاستراتيجي لروسيا، تتأثر بشكل متزايد بالجماعات المسلحة. كما تظلّ تجارة المخدرات، وهي قضية إقليمية مهمة، مصدر قلق كبير بالنسبة لروسيا. ونتيجة لهذا، ركزت زيارة الوفد الروسي إلى كابول على قضايا الأمن والاستخبارات أكثر من المسائل الاقتصادية. وكما صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، "لقد أكّدنا مراراً وتكراراً أنّ روسيا، مثل القوى العالمية الأخرى، تعتزم تطوير التعاون البراغماتي مع كابول بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مكافحة التهديدات الإرهابية وتهريب المخدّرات من الأراضي الأفغانية. إنّ تحقيق هذا الهدف مستحيل ما لم تتمّ إزالة تسمية الإرهاب عن طالبان".

 

في زيارتهم الأخيرة، عرض الروس العديد من التنازلات لطالبان، بما في ذلك زيادة مستويات التجارة والعبور، والاستثمار في البنية التحتية لأفغانستان، وإزالة طالبان من قائمة روسيا للجماعات الإرهابية، ومنح أفغانستان مقعد مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون. ومع ذلك، لا تتوفر معلومات مفصّلة حول الوعود والالتزامات المتبادلة لطالبان. على الرغم من أن روسيا بقيادة بوتين تصور نفسها في كثير من الأحيان على أنها أقوى مما هي عليه في الواقع، فإنها تظلّ غارقة في الأوهام حول سياساتها العالمية.

 

إنّ روسيا انتهجت تاريخياً سياسات ضد مصالح المسلمين، وما زالت جرائمها مستمرة حتى اليوم في مناطق مختلفة، بما في ذلك داخل روسيا وآسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط. وفي حين إن السياسة الخارجية التي تركز على المصالح الاقتصادية والتعامل مع دول الكفر قد تسفرُ عن فوائد اقتصادية قصيرة الأجل؛ إلاّ أنها في الأمد البعيد تؤدي إلى الانحراف عن القيم الإسلامية.

 

يتعين على طالبان أن تتعلم الدروس من مصير الجماعات والأقاليم الإسلامية الأخرى. على سبيل المثال، أدّت السياسات الاقتصادية للسعودية إلى إقامة أحداث مثل مهرجانات الرقص والموسيقى التي تضمّ نساء شبه عاريات في الأرض المقدسة. كما أدّت السياسات الاقتصادية التركية إلى تعاون اقتصادي وسياسي وعسكري عميق مع كيان يهود، بينما نرى القادة الأتراك يذرفون دموع التماسيح على غزة.

 

وهكذا، فإنّ التاريخ المعاصر في البلاد الإسلامية يعلمنا أنّ الإسلام لا يمكن تطبيقه في إطار الدول القومية. بل لا يمكن تطبيقه إلا في ظل الخلافة وهو النظام الذي يجلب الوحدة والكرامة والقوة. وعلى العكس من ذلك، إذا لم تكن السياسة الخارجية مبنية على إعلان الإسلام والفهم الواضح للولاء والبراء، فإنها ستدمجنا في النظام الدولي الفاسد، وتحولنا إلى مجرد بيادق في صراعات القوى الإقليمية والعالمية.

 

وأخيراً، رسالتنا إلى الأعضاء المخلصين في طالبان هي النظر إلى روسيا كعدو تاريخي للإسلام والمسلمين وتجنب تعميق العلاقات معها تماماً. يُنظر إلى تعزيز العلاقات مع روسيا على أنه خيانة للمسلمين في آسيا الوسطى والشيشان وسوريا وأفريقيا. بدلاً من ذلك، أقيموا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي هي أفضل طريق إلى الرخاء والتقدم والقوة السياسية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يوسف أرسلان

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع