- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ﴾
الخبر:
كشفت مصادر سياسية مطلعة، يوم الخميس الموافق 2025/01/09م، عن تفاصيل جديدة تخص لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع المرشد الإيراني علي خامنئي خلال زيارة الأول إلى طهران يوم الأربعاء الموافق 2025/01/08م.
وقالت المصادر، لشفق نيوز، إن "النقاش ركز على ملف الحشد الشعبي ومستقبله، حيث اتفق الجانبان على عدم حله تحت أي ضغط أو مسوغ، مع التشديد على اعتماد الآليات الرسمية لحصر السلاح بيد الدولة، بما يضمن تعزيز سلطة القانون وتحقيق الاستقرار الداخلي".
يذكر أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد كشف، يوم الأربعاء الموافق 2025/1/8، خلال مؤتمر مشترك مع السوداني، عن وجود هواجس مشتركة مع العراق بشأن التطورات المتسارعة في سوريا، فيما أشار إلى أن احتمالية إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية يشكل هاجساً لطهران وبغداد.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي شدد خلال لقائه السوداني، على ضرورة الحفاظ على الحشد الشعبي العراقي وتعزيزه، فيما وصف وجود قوات أمريكية في العراق بأنه "غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب وحكومة العراق". (شفق نيوز، "بتصرف").
التعليق:
يبدو أن النظام الإيراني يعيش في الآونة الأخيرة حالة تخبط، منذ أن قررت أمريكا تحجيم دوره، وتقليم أظافره المتمثلة بوكلائه في المنطقة، وقد لعب كيان يهود هذا الدور بأكمل وجه، خاصة بعد ضرب أهم وكلاء إيران وهو حزبها في لبنان، ولم تقدم ساكنا حتى بان للجميع أنها تخلت عنه وتركته يلاقي مصيره، ثم أعقبتها الضربة الثانية لوكلائها في سوريا، وما كان منها إلا محاولة دفع العراق لدعم طاغية الشام ولكن الوقت كان سريعا وسقط طاغية الشام فالتزمت السكوت كذلك. واليوم نشاهد بوضوح مدى تخبط النظام الإيراني فيما يتعلق بوكلائه في العراق، والذين يعيشون أسوأ حالاتهم وهم يشعرون أن نهايتهم قريبة.
ففي الوقت الذي يصل فيه قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني العاصمة بغداد في زيارة سرية يوم الأحد، الخامس من هذا الشهر الجاري، ويبين مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز أن "قاآني سيناقش خلال اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين جملة ملفات من بينها إعادة هيكلة وتقنين سلاح الفصائل المسلحة وفك ارتباط بعضها، وقد يصار لاعتماد سبل وآليات تحويل بعض تلك الفصائل إلى قوى أو جبهة سياسية".
وقبل يوم من زيارة قاآني، أبلغ مصدر سياسي مطلع وكالة شفق نيوز، بتلقي رئيس الوزراء العراقي رسالة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عبر مبعوث خاص في زيارة غير معلنة، كانت تتضمن عدة محاور، وأشار المصدر إلى أن أبرز المحاور، ضرورة احتواء والسيطرة على السلاح خارج إطار الدولة، وإيقاف نشاط الفصائل المرتبطة بإيران، إلى جانب عدم تدخل العراق بالملف السوري وأن تدعم تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
والحقيقة أن هذا التناقض والتخبط لا يغير من الموقف الإيراني شيئا، وهو أن إيران تخلت عن وكلائها، وهذا ما صرح به المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، (على ما نقلته العربية) بأن بلاده "لا تمتلك قوات بالوكالة في المنطقة"، مضيفا أن "العقيدة وقوة الإيمان" لدى الجماعات المدعومة من إيران، مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله، وحماس، والجهاد، هي التي "أتت بهم إلى ساحة المقاومة". وسواء أمرت بهيكلتهم أو ببقائهم فالموقف واحد وهو تركهم يلاقون مصيرهم وحدهم، فقد تخلت عمن هو أهم منهم وهو حزبها في لبنان.
يا أهل العراق: هذه هي حقيقة تصرف المتبوع مع تابعيه، حقيقة وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾، ومثل هؤلاء كما قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.
وتلك الأنظمة العميلة ليست بأحسن حالاً من أتباعهم، فهم كذلك سرعان ما يتخلى عنهم أسيادهم إذا سقطت ورقتهم واحترقت، كما حصل مع حسني مبارك وبشار الأسد اللذين تركتهما أمريكا يلاقون مصيرهم الأسود ولم تلتفت لكل ما قدموه لها من خدمات وتآمر على شعوبهم.
لذلك فإن خلاصنا الوحيد هو بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى، واتباع نهجه، والكفر بالطاغوت بجميع أشكاله، والإيمان بالله سبحانه وتعالى وحده.
قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الطائي – ولاية العراق