- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن مجرد أرقام!!
الخبر:
عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة أعلى بكثير من الرقم الذي أبلغت عنه السلطات في القطاع، وفقا لدراسة راجعها باحثون من إحدى جامعات الأبحاث الصحية الرائدة في المملكة المتحدة.
وفقاً للنتائج التي أعلنتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM) ونشرتها مجلة The Lancet، كان هناك ما يقدر بـ64.260 حالة وفاة نتيجة الإصابات المؤلمة في غزة في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و30 حزيران/يونيو 2024. وقدرت الصحة في غزة الرقم بـ37.877 في ذلك الوقت.
ووجد الباحثون أن هذا يعني أن الوزارة لم تعلن عن عدد القتلى نتيجة العنف بنسبة 41% تقريباً. وقالت الدراسة إنه حتى تشرين الأول/أكتوبر، من المعتقد أن عدد سكان غزة الذين قُتلوا بسبب أعمال العنف تجاوز 70.000، بناءً على معدل الإبلاغ عن النقص المقدر.
وأضافت LSHTM أن التناقض مع أرقام الوزارة يعكس تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة، وبالتالي عدم قدرتها على إحصاء القتلى بدقة وسط قصف يهود المستمر للقطاع. (سي إن إن بالعربية، بتصرف)
التعليق:
لعل المرء يتساءل لماذا تصدر هذه الإحصاءات الآن؟ فالحديث هو عن ضِعف العدد المعلن من الشهداء أو يزيد. فهل سيُحدث هذا العدد المضاعف من الشهداء - ناهيك عن الجرحى - فرقاً في عالم اليوم أم سيحرك شيئا إضافيا عند المسلمين؟
الحرب على غزة بحسب هذه الدراسة أودت بحياة 3% من أهل غزة وآلة القتل المجرمة لم تتوقف حتى الساعة!
ولكن لم يتوقف كيان يهود ولا يجد مجرد إدانة أو استنكار حتى من حكام الضرار ناهيك عن دول الغرب التي تتشدق بحقوق الإنسان.
في المقابل، وردا على مذكرة اعتقال نتنياهو، دعا مشروع قانون وافق عليه مجلس النواب الأمريكي إلى إدانة أوامر الاعتقال ضد المسؤولين في الكيان "بأشد العبارات الممكنة"، ووفقا للنص التشريعي، فإن الإجراء سيفرض عقوبات فيما يتعلق بالمحكمة على "أي جهد للتحقيق أو اعتقال أو احتجاز أو محاكمة أي شخص محمي من الولايات المتحدة وحلفائها".
فأي عالم هذا الذي يكرم القاتل ويدافع عنه ويعتبر ضحاياه ومجازر جيشه "حقا في الدفاع عن النفس" وأولئك مجرد أرقام؟!
ألا يحدث هذا لأننا مسلمون؟ بلى... فنحن لا نُعتبر من فصيلة البشر عندهم. وكيف نكون ونحن أيتام على موائد اللئام؟ كيف لا ونحن لا نجد حاكما من حكام المسلمين ينتصر لنا فعلا وقولا؟ أو يلوّح بجيشه أو نفطه أو غازه أو حتى بسحب سفير؟
سنبقى مجرد أرقام... وسنبقى دون البشر في نظر هؤلاء طالما بقينا دون دولة ولا خليفة، وغزة المكلومة مثال صارخ لا يقبل التأويل، فهلا أدرك أبناء الأمة أن الترقيع والسكوت عن سبب ذلنا وانكسارنا هو خيانة وشراكة مع القتلة المجرمين وحلفائهم في اعتبارنا مجرد أرقام؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى