الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ابتهالات الصائمين - 03

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

من روائع البيان في قوله تعالى:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)
(3)

 


ومن روعة هذا البيان هو حينما تأتيان معًا في موضع واحد فيستخدم إذا (للكثرة) و(إن) للندرة مثل قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ... وإن كنتم جنبًا فاطهروا) فجاء بـ(إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و(إن) للجنب لأنه نادر الحصول، ومثل قوله: (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ) فالإحصان متكرر والفاحشة من النوادر! فمن هذا نفهم أن المعنى من قوله تعالى (إذا دعانِ) أنه يشير إلى كثرة الدعاء وبأنه دعاء متكرر مستمر كثير, وليس نادرًا قليلًا؛ لأن الله يغضب إن لم يُدعَ، والقلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ، ألم تر إلى قوله تعالى: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم). وقوله: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون).


6. ثم لاحظ أنه قال: (أجيب دعوة الداع), ولم يقل: "أجيب الداعي"؛ لأن الدعوة هي المستجابة, وليس شخص الداعي، وفي هذا إشارة دقيقة جدًا إلى مكانة الدعوة بغض النظر عن شخصية الداعي!


7. قال: (عبادي) بالياء ولم يقل: (عبادِ) فما الفرق؟ (عبادي) تشير إلى عدد أكبر من (عباد) فالياء تعني أن مجموعة العباد أكثر، أي يجيبهم كلهم على اختلاف إيمانهم وتقواهم، كقوله تعالى للدلالة على الكثرة: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) والمسرفون كثر، وكقوله: (قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)؛ لأن أكثرهم يجادل، أما للقلة فيقول: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وهؤلاء قلة، وقوله: (وقل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) والمتقون قلة.

آخر تعديل علىالجمعة, 01 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع