مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 116

إقامة النبي ﷺ في دار أبي أيوب رضي الله عنه

 

 

 

فرح أبو أيوب الأنصاري أشد الفرح بنزول رسول الله ﷺ عنده، فقام بخدمته، وكان شديد الحرص على راحته. قال أبو أيوب: "لمَّا نزل عليّ رسول الله ﷺ في بيتي نزل في السفل، وأنا، وأم أيوب في العُلو، فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله ﷺ؟!! فتنحوا جانبًا.

 

فلم يزل أبو أيوب ساهرًا حتى أصبح، فأتى النبي ﷺ فقال له: "يا نبي الله، بأبي أنت، وأمي إني لأكره، وأعظّم أن أكون فوقك، وتكون تحتي، فاظهر أنت، فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السَّفل!! فقال له: «يا أبا أيوب السُّفلُ أرفق بنا وبمن يغشانا».

 

وأضاف أبو أيوب - رضي الله عنه - قائلا: "وفي يوم من الأيام انكسر وعاء فيه ماء، فقمت أنا، وأم أيوب بلحافٍ لنا نجفف الماء به خوفًا من أن يتقطر على رأس رسول الله ﷺ ونمنا ليلتها بلا لحاف. فنزلتُ إلى رسول الله ﷺ وأنا مشفق؛ فتضرعت إليه حتى أمر النبي ﷺ بمتاعه، فنُقل إلى العلو ومتاعه كان قليلًا".

 

يقول أبو أيوب: "كنا نرسل للنبي ﷺ كل ليلة عشاءه؛ فإذا رد علينا القصعة - وهو الصحن - تلمسنا مواضع أصابعه، فنأكل من مكانها تبركًا".

 

قال أبو أيوب: وفي يوم من الأيام رد علينا القصعة وإذا ليس لأصابعه فيها أثر - أي لم يأكل منها - يقول أبو أيوب: "ففزعت، وقلت للنبي ﷺ بأبي، وأمي أنت يا رسول الله، رددت إلينا قصعتك، وليس ليدك أثر، فقال له النبي ﷺ: «أحسب أن فيها من هذه الشجرة - حيث كانوا قد وضعوا له الثوم في الطعام- وأنا رجل أناجي ربي، أما أنتم فكلوا منها». يقول أبو أيوب: فلم نعد نضع له الثوم في طعامه ﷺ.

 

وهكذا بقي أبو أيوب، وبيته يتباركون بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سبعة أشهرٍ بلياليها. هنيئًا لك يا أبا أيوب، ما هذا الشرف الذي شرّفك الله به؟؟!! وأي أدبٍ مع رسول الله ﷺ علمتنا؟؟ رضي الله عنكم وأرضاكم آل أبي أيوب أجمعين.

 

يتبع بإذن الله ... هيا بنا لنتابع ... وصلوا، وسلموا على النبي الهادي، والسراج المنير.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي