مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 125

موقف يهود والمشركين في المدينة من النبي ﷺ

 

 

 

ذكرنا منذ البداية أن اليهود كانوا أصحاب دسائس ومؤامرات وفساد، كانوا يسعون إلى قتال القبائل فيما بينها ويزرعون الحقد والحروب الدامية المتواصلة، حتى كانوا يزودونهم بالأموال بالربا ليبقوا على قتال دائم، وبهذا العمل كانوا يحصلون عل منفعتين:

1. الحفاظ على كيانهم اليهودي.
2. إنفاق سوقهم الربوي؛ ليكسبوا منهم ثروات طائلة عن طريق الدين بالربا أي أنهم يعطونهم الأموال ضعفًا واحدًا، فيرجعونها لهم أضعافًا مضاعفة كثيرة.

وكان اليهود يُخبرون أهل يثرب برسول الله ﷺ قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب كفروا به، وجحدوا، إذ رفض اليهود الاعتراف بنبوة رسول الله ﷺ فأبطنوا عداوته، وقرروا إعلان الجحود، وإظهار الحقد، والعداء ضد رسول الله ﷺ والمسلمين. وقد دعاهم النبي ﷺ للإسلام كثيرًا، ولكنّهم نقضوا العهود، وطلبوا المعجزات، ولم يسلموا، إلا قليلًا منهم، كعبد الله بن سلام. كان حبرًا عالمًا من كبار علماء يهود، ولمّا سمع بمقدم النبي ﷺ كبّر وأسلم فورًا، وكتم إسلامه عن يهود.

 

أما مشركو المدينة، فقد التحق بعضهم بقريش، وراحوا يؤلبون على الإسلام والمسلمين وكان أشهرهم عبدُ اللهِ بنُ أبَيِّ بنِ سَلول، كان مطاعًا في قومه، ولم تتفق الأوس والخزرج على رجل قبله ولا بعده غيره، وكانوا يصنعون له التاج لينصبوه ملِكاً عليهم، فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام، ورأى أن رسول الله ﷺ قد أخذ ملكه، وقومه قد أبوا إلا الإسلام، دخل فيه مكرهًا مصرًا على نفاقه.

 

أما قريش فقد استغلت موقف مشركي المدينة من النبي ﷺ فراحت تتواصل معهم، وتستفزّهم على النبي ﷺ، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي ﷺ، ثم انسحبوا؛ لأن منهم أبناؤهم وإخوانهم، وبقي هذا الحال في المدينة إلى أن أذن الله بالنصر لنبيه!!

 

يتبع بإذن الله... صلوا على الحبيب المصطفى... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي