- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 177
السنة الرابعة للهجرة - غزوة ذات الرقاع (2)
شأن عبّاد بن بشر: لما نزل رسول الله ﷺ في الشعب، قال: «من رجلٌ يكلؤنا ليلتنا هذه؟». - يكلؤنا أي يحرسنا - فقام عمار بن ياسر، وعباد بن بشر رضي الله عنهما فقالا: "نحن يا رسول الله"، فلما جلسا هناك، قال عباد لعمار: "أيُّ الليل تُحب أن أكفيكه: أوله أم آخره؟". قال: "بل اكفني أوله"، فاضطجع عمَّار فنام، وقام عباد بن بشر يُصَلِّي، فأتاهُ رَجُلٌ فَرَمَاهُ بسهمٍ فأصابه، فانتزعه عبَّاد، فرماه بآخر فأصابه فيه، فانتزعه، فرماه بثالث فأصابه فيه، فانتزعه، ثم رَكَعَ، وَسَجَدَ، ثم أيقظ عمارًا، فقال: اجلس فقد أُصِبْتُ، فَلمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أنَّهُ قد أصابه، فهرب، فقال عمَّار لعبَّاد، وقد رأى ما به من الدماء: سبحان الله! أفلا نبَّهتَني أول ما رماك؟ فقالَ: كُنتُ في سورةٍ أقرؤُهَا فَلم أحِبَّ أنْ أقطَعَهَا حتى أُنفِذَهَا - أي أنتَهِيَ منها -، فَلمَّا تابع عليَّ الزمان ركعتُ ونبهتكَ، والله لَولا أنْ أُضَيِّعَ ثغرًا أمرنِي رسولُ اللهِ ﷺ بِحِفظِهِ لَقُطِعَ نَفَسِي قَبلَ أنْ أقْطَعَ السُّورَةَ!! للهِ دَرُّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا أروَعَهُمْ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، وأرضاهم أجْمَعِين.
قصة رجل من المشركين: قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: كنا مع النبي ﷺ بذات الرقاع، فاستراح رسول الله ﷺ في وادٍ كثير الشوك، فنزل النبي ﷺ، وتفرّق الناس يستظلون بالشجر. ونزل رسول الله ﷺ تحت سَمُرَة (شجرة) فعلَّق بها سَيفَهُ، فنمنا نومةً، فجاء رجل من المشركين فاخترط سيف رسول الله ﷺ فقال: أتخافني؟، قال: «لا»، فقال: من يمنعك مني؟، قال: «الله». قال جابر: فإذا رسول الله ﷺ يدعونا، فجئناه، فقال: «إن هذا اخترط سيفي - أي سله من غمده - وأنا نائم، فاستيقظت، وهو في يده صلتاً - أي مجرداً من غمده -فتهدده الصحابة، ولكن رسول الله ﷺ عفا عنه، ولم يعاقبه، وكان رسول الله ﷺ يعفو عنهم لشدة رغبته في استئلاف الكفار؛ ليدخلوا في الإسلام دون إراقة الدماء.
ما زلنا في غزوة الأعاجيب ... ويوجد أعاجيب أخرى... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!! اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين بقدر حبك إياه، وزدنا يا مولانا حباً له، اللهم إكراماً لنبيك صلى الله عليه وسلم فرِّج عنَّا ما نحن فيه.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي