من أروقة الصحافة واشنطن لن تعارض وصول الإخوان المسلمين للسلطة في مصر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت العربية نت في موقعها الالكتروني ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت أن الإدارة الأمريكية لن تعارض وصول جماعة الإخوان المسلمين المصرية للسلطة في البلاد مادامت تنبذ العنف وتلتزم بالديمقراطية وحقوق كل أبناء المجتمع.
وأكدت كلينتون في تصريحات لموقع مصراوي، نشرتها اليوم الخميس وكالة"رويترز" على حق المصريين في اختيار رئيسهم قائلة "يرجع للشعب المصري أن يختار من ينتخبهم واللوائح للأحزاب السياسية التي تخوض الانتخابات."
وأضافت "أي حزب يلتزم بنبذ العنف ويلتزم بالديمقراطية ويلتزم بحقوق كل المصريين أيا ما كان يجب أن تكون لديه الفرصة للمنافسة على أصوات المصريين."
ان النظام المصري ومنذ ما سمي بثورة الضباط الاحرار عام 1952 وهو مطلق التبعية لامريكا , يحقق لها مصالحها بدءا من طرد النفوذ الانجليزي عبر تأميم قناة السويس , وانتهاء بحماية كيان يهود ومحاصرة غزة
وان امريكا ترى في هذا النظام وكيلا لها كلما طلبت منه ذلك , وكالة عبودية وانقياد للسيد الامريكي , ينفذ لامريكا كل ما تطلبه منه , سياسيا وعسكريا واقتصاديا وفكريا , لتحقق بذلك نهب الثروات والهيمنة المطلقة وضمان عدم انعتاق اهل مصر من براثن الاستعمار .
وان الغطرسة الامريكية تتجلى بوضعها القرارات والرؤى المتعلقة بمستقبل مصر , وتتدخل بأدق التفاصيل الخاصة بالحياة السياسية الداخلية في مصر , فتحدد طراز العيش الذي يتلائم وهيمنتها ويتماشى مع مصالحها , ويثبت التبعية للغرب , والتشرذم والتمزق بين ابناء الامة الاسلامية , وهي ترمي من وراء ذلك ضمان عدم انعتاق الشعب المصري من الهيمنة الغربية , وعدمم تحرره من الاستعمار السياسي والفكري والاقتصادي , والحيلولة دون استئنافه للحياة الاسلامية واقامة الخلافة الاسلامية في مصر .
وانه ومن اجل ذلك كله , فان امريكا وعلى لسان كلينتون , قد حددت الاطار المقبول امريكيا لمن يرغب بدخول الحياة السياسة المصرية معترفا به امريكيا اولا ومن ثم دستوريا , بحسب دستور مصر المنبثق عن القوانين الغربية الفرنسية والبريطانية , واعلنت عن اهم النقاط التى تعتبرها امريكا اساسية بالنسبة لها , وجعلت على رأسها نبذ العنف والالتزام بالديموقراطية .
فامريكا ومن خلال ديموقراطيتها الاستعمارية المضللة , استطاعت شراء الذمم والولوغ في بسط هيمنتها الفكرية والثقافية والسياسية , كما فعلت تماما من خلال الدكتاتوريات الحاكمة في بلاد المسلمين .
فسواء اكانت الانظمة الحاكمة التابعة لها ديموقراطية ام دكتاتورية , فهي تحقق نفس الاهداف , وليس ادل من ذلك من النظام الباكستاني البغيض , فمشرف وزرداري وجهان لعملة خيانة واحدة , ساروا على الطريق المرسومة لهم امريكيا , ونفذوا ما طلب منهم للحفاظ على مصالح امريكا في شبه القارة الهندية .
اما من زاوية مخالفة الديموقراطية لنظام الاسلام , فهذا اصبح رأيا عاما منتشرا بين ابناء الامة الاسلامية , كونها تعطي حق التشريع للبشر بدل رب البشر , سبحنه وتعالى عما يصفون , وهي بذلك تخالف اهم اسس الحاكمية في الاسلام , وهي منزلق سياسي تضعه الدول الاستعمارية وعلى رأسها امريكا للايقاع بالحركات الاسلامية وتقييدها باحابيل السياسة الغربية والامريكية على الاخص , وضمان بقاءها في الوعاء السياسي الغربي والامريكي تحديدا , الذي تحدد اللاعبين فيه , وترسم خارطة طريقه بما يخدم جشعها ونهمها الاستعماري .
وما نبذ العنف الذي تدعيه امريكا , الا التبرأ من حق مقاومة الهيمنة الغربية على بلاد المسلمين , سواء اكانت مقاومة مادية ام سياسية , فكل ذلك تعتبره امريكا ارهابا او تطرفا , تعمل على الطلب من جميع من يرغب بدخول وعاءها السياسي ان يتبرأ منه , لضمان سيرهم وفق قواعد اللعبة الامريكية .
لذلك فالواجب على جميع الحركات الاسلامية ان تتبرأ من الديموقراطية الاستعمارية , ومن امريكا وهيمنتها , ومن الغرب وطراز عيشه , ومن الانظمة القائمة والدساتير اللا شرعية , وان تنخرط بالمقابل بالعمل الصحيح والمخلص والهادف الى الانعتاق من الغرب وهيمنته , والتحرر من القيود , والمطالبة بالتغيير الجذري على مستوى الامة الاسلامية قاطبة , لتوحيد الطاقات جميعها نحو اقامة الخلافة وطرد امريكا وبريطانيا والاستعمار برمته من بلاد المسلمين .
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
كتبه ابو باسل