من أروقة الصحافة خدام يطالب بتدخل عسكري لإسقاط النظام السوري
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، الأحد، عن فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد معتبرا أن "التدخل العسكري لا يعني الاحتلال".
وقال خدام في رسالة إلى "ثوار سوريا" منتقدا بعض أطراف المعارضة السورية: "تصدر بعض الأصوات المطالبة بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية"، مضيفا "لا يمكن لمثل ذلك أن يسقط هذا النظام وتصوروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي ماذا كان فعل معمر القذافي في الثورة الليبية وفي الشعب الليبي؟".
إن الغرب الحاقد ومن خلال عملائه السياسيين والفكريين، يعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة، من خلال دوائره السياسية والاستخباراتية والفكرية، يعمل على وضع الخطط والأساليب الخبيثة، يهدف من ورائها تحقيق الالتفاف على ثورات الشعوب المباركة، ومحاولة حرفها وتضليلها ليضمن بذلك استمرار هيمنته السياسية والعسكرية والاقتصادية على أبناء الأمة الإسلامية ومقدراتهم.
ولهذا كان للوعي السياسي المنطلق من عقيدة الأمة، الدورُ الأبرز في كشف خطط الاستعمار وأساليبه ومنزلقاته وفخاخه السياسية التي توضع بعناية فائقة من دوائر الغرب المتربصة بالأمة.
وإن من هذه الأساليب الشيطانية محاولة جرّ المسلمين في سوريا للاستجارة بالرمضاء من النار.
فالغرب المستعمر هو من يقف وراء نظام الأسد البائد، وأمريكا تحديدا ومنذ استيلاء المقبور حافظ أسد على السلطة في سوريا، هي صاحبة الهيمنة السياسية على هذا النظام إلى الآن... فتبعية آل الأسد وخيانتهم وعمالتهم تعتاش ضمن الإناء السياسي الأمريكي.
فالغرب وعلى رأسه أمريكا وأوروبا يقتسم النفوذ والمصالح في بلدان المسلمين، وبالرغم من بروز الصراعات بين القوى الكبرى وتصاعد وتيرتها أحيانا أو توافقها في أحيان أخرى، إلا أنهم يجمعون دوما على أمر جلل، وهو عدم عودة الإسلام إلى الحكم، وعدم الانعتاق من تبعيتهم، وعرقلة ظهور الخلافة والوحدة السياسية بين أصقاع العالم الإسلامي... وتثبيت هيمنة الغرب ونهبه للثروات.
فالمطالبة بالتدخل العسكري من قبل ركن من أركان حكم الأسد السابق، خدام، لا يخرج عن كونه دعوة للانتحار السياسي، وسلاحا موجها بالأصل إلى صدور أهل الشام الأبطال، الذين يطالبون بالقضاء على نظام الأسد وكل ما يمثله من تبعية وخنوع وتواطؤ مع كيان يهود والغرب برمته...
فخدام يحاول إبقاء سقف المطالبات الشعبية ضمن الإناء السياسي الغربي، سواء أكان ذلك بالتدخل العسكري الغربي أم بالحظر الجوي أم كان بالمراقبين الدوليين، أو كل أمر يجعل من الغرب معينا وحاميا، وهو بالأصل مكمن الخطر وأُسّ البلاء!!!
فالشام أرض الرباط، وعلى أهلها الأكارم ألاّ يصغوا لهذه الدعوات التي تفوح منها رائحة الخيانة، وأن يعملوا بالمقابل على الاستمرار بثورتهم السلمية والاتصال بالقيادات العسكرية السورية ودعوتها للانضمام لمشروع الأمة العظيم المتمثل باستعادة سلطان الإسلام وبناء دولته، ولتكن الشام -عقر دار الإسلام- نقطة ارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
كتبه للإذاعة: الأستاذ أبو باسل