من أروقة الصحافة تغيير محتمل بموقف روسيا من بشار الأسد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قال مسؤول روسي كبير في الكرملين إن روسيا لا يمكنها عمل المزيد للرئيس السوري بشار الأسد، فاتحاً الباب بذلك أمام تغير الموقف الروسي من الأوضاع الجارية في سوريا، وفي الأثناء اعتبرت ألمانيا أن المبادرة العربية الجديدة تشكل تغيرا في قواعد اللعبة بالنسبة لمجلس الأمن الدولي.
وروسيا من بين الحلفاء القليلين الباقين للأسد، وتقاوم الضغوط لمطالبته بالتنحي، وانضمت إلى الصين في عرقلة قرار لمجلس الأمن الدولي كان من شأنه إدانة حملة قمع المحتجين التي قُتل فيها آلاف المدنيين.
لا شك أن روسيا تعتبر دولة عدوة للإسلام والمسلمين، ولها تاريخ أسود في محاربة الأمة الإسلامية ودولة الخلافة العثمانية سابقا، واحتلالها لأجزاء من بلاد المسلمين لعقود وبسط سيطرتها السياسية والعسكرية على العديد من المناطق لا سيما في وسط آسيا، ناهيك عن احتلالها المستمر للشيشان المسلمة، ومحاربتها لأبناء المسلمين في روسيا وملاحقتهم وسجنهم وتعذيبهم.
إلا أن تصلُّب الموقف الروسي مما يجري في سوريا في أروقة مجلس الأمن، وعدم تجاوزه والالتفاف عليه أمريكيا، لا يمكن أن يكون بسبب قوة روسيا الدبلوماسية أو قوة تأثيرها في المنطقة، كونها ليست صاحبة تأثير يذكر في الساحة، بالرغم من وجود بعض المصالح الروسية في الشرق الأوسط سواء تجارية أم غيرها، وهنالك الكثير من الشواهد، ليس آخرها ما جرى في ليبيا إبان استصدار الدول الغربية لقرار يمنح الناتو فرض حظر جوي وما تبعه من إجراءات أدت إلى إسقاط حكم القذافي، ولم يكن باستطاعة روسيا ولا الصين أن يقفوا في وجه أمريكا والغرب في استصدار القرارات من مجلس الأمن، فمصالح روسيا وكذلك الصين مع الولايات المتحدة متشعبة، وفي قضايا متعددة، تستطيع أمريكا استغلالها في ثني روسيا أو الصين وتجاوز موقفهما والالتفاف عليه لو أرادت ذلك، حتى إن أمريكا مستعدة أن تضرب قرارات مجلس الأمن عرض الحائط إن تعارضت مع مصالحها الحيوية والاستراتيجبة.
إلا أن أمريكا الاستعمارية المجرمة، صاحبة الهيمنة السياسية في سوريا، تعمل على إطالة عمر هذا النظام إلى أن تتبلور لديها البدائل، ولذلك فهي تقطع الطريق أمام أي تحرك أوروبي داخل مجلس الأمن يؤدي إلى سحب البساط من تحت أقدام أمريكا وعميلها بشار الأسد. وتعطيه المهلة تلو المهلة عبر الجامعة العربية الخائنة، ولذلك فإن الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن يتماشى مع مصالحها وتستخدمه شماعة لإجهاض أي قرار ضد الأسد إلى حين.
فالصراع الدولي يبرز في رسم الحلول الإجرامية لإجهاض الثورة السورية المباركة، سواء أكانت عبر أروقة مجلس الأمن وتدويل الملف أم من خلال الجامعة العربية واستنساخ الحل اليمني، وجميع هذه الحلول ومن يقف وراءها هم الخبث بعينه.
أما الحل الأمثل، الذي ينفع الناس جميعا، فهو التحام الثورة السلمية المباركة بالمخلصين من أهل القوة في سوريا والانقضاض على نظام بشار الأسد واستبدال الخلافة به، ورسم صورة مشرقة لثورة النور، ليضيء نور الإسلام في سماء الشام، عقر دار الإسلام.
كتبه للإذاعة: أبو باسل