الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الركون إلى الأشخاص أم الركون إلى الأفكار ح1

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين - سيدنا محمد - وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


يقول ربنا جل شأنه في محكم التنزيل : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113.


ومعنى الركون لغة :-


في لسان العرب : - من رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إذا مال إلى الشيء واطمأَنَّ إليه ولغة أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ وليست بفصيحة ورَكِنَ إلى الدنيا إذا مال إليها.


وجاء في تفسير القرطبي:- الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به، قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم، وقال ابن جرير : لا تميلوا إليهم. وقال أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم.


وفي تفسير ابن كثير :


{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : لا تداهنوا، وقال أبو العالية : لا ترضوا بأعمالهم.


وقال ابن جرير عن ابن عباس : ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن، أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم.


وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه { ولا تركنوا } قال : لا تميلوا.


وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : { ولا تركنوا } لا تدهنوا، وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال : أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم.


وقد اختلف الأئمة من المفسرين في هذه الآية، هل هي خاصة بالمشركين أو عامة ؟ فقيل خاصة، وإن معنى الآية النهي عن الركون إلى المشركين وأنهم المرادون بالذين ظلموا، وقد روي ذلك عن ابن عباس وقيل : إنها عامة في الظلمة من غير فرق بين كافر ومسلم وهذا هو الظاهر من الآية.


ومما ورد في تفسير القرطبي للذين ظلموا قوله تعالى : { إلى الذين ظلموا } قيل : أهل الشرك وقيل : عامة فيهم وفي العصاة، وهذا هو الصحيح في معنى الآية وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة.


وقد رتب الله سبحانه وتعالى لمن يركن إلى الذين ظلموا ثلاث أمور قاسية :-


1- فتمسكم النار : أي أن الذي يميل إلى الظالم أو يداهنه أو يوادده ستمسه النار أي تحرقه.


2- وما لكم من دون الله من أولياء : يستدل منها أن الله لن يكون وليهم، وأنهم لن يجدوا وليا أو معينا أو ناصرا غير الله، أي سيكونون بلا ولي ولا معين ولا ناصر.


3- ثم لا تنصرون : أي انه من يوادد الكفار والظالمين ويداهنهم ويعينهم، لن ينتصر.

 

أيها المسلمون: مما هو معلوم أن حاضر الأمة الإسلامية اليوم يظهر أن الأمة بحالة الجهوزية وعزمهم للخلافة بقيادة فكرية، فلا بد من تحديد بوصلة الأمة نحو هدفها، حتى تضمن أخذ السلطة لتضمن سيادتها.

 

ولا بد من ملاحظة - أن انتقال السلطة وتداولها عن طريق الانتخابات والوسائل السلمية، لن يسمح به الكفار، إلا إذا كان يخدم مصالح الكفار، بان يكون في إطار مبدئهم الديمقراطي، فهم لم ولن يمكنوا نظاما أو نفوذا يصل إلى الحكم إلا إذا كان أساسه على غير الإسلام .


وهذا بدوره يقتضي الحذر منه عند المطالبة بنقل السلطة أو استلامها، لكي لا نقع في منزلق مخطط الكفار، إذ لا يجوز أن تتخذ الانتخابات على أساس التعددية الحزبية وسيلة لأخذ الحكم .

 

إن المعول عليهم بالحذر وإفهام الأمة - ( الأحزاب السياسية، والأوساط السياسية ) من خطر هذا المنزلق، وان لا يقعوا هم أنفسهم في هذا الخطر الداهم .


وكما نعلم أن النظرة إلى التغيير بما فيه من خير، والعودة من قبل الأمة الإسلامية، قد استدعى الكفار وارق مضجعهم - وها هم يتعاملون الآن بشكل جدي على كل الأصعدة، سواء أكان على العسكري منه أم إعلاميا ببث ثقافات وأفكار، لمحاولة هدم الجيل القادم والعمل على حرف مسار الأمة عن تحقيق أهدافها.


وما محاربتهم للحركات الإسلامية واتهامها بالتطرف وعل رأسهم حزب التحرير، ليؤكد على أن هاجس الكفار للخطر القادم جعلهم يلاحقون حملة الدعوة ومحاولة حرف مسار الإسلاميين، باستعمال عناصر مشبوه للصد عن سبيل الله لحرف مسار الأمة ، وذلك بالعمل على استغلال الحركات الإسلامية المعتدلة ( حزب زعمهم ) لضرب مشروع الأمة ( مشروع الخلافة الإسلامية ) -- وذلك من خلال التضليل بوجود مشايخ في البرلمانات، على أن وجودهم في الحكم هو وجود للإسلام، لمحاولة ربط الأمة بشخصيات في الحكم .


إن هذه المحاولة وخطورتها ما هي إلا لضرب إجماع المسلمين الداعي لضرورة عودة الخلافة لنظام حكم كامل .


وعليه لا بد من البيان أن أي اخذ للحكم لا بد أن يكون على أساس حراسة الإسلام، وحراسة الإسلام تقتضي الأمانة فلا بد أن يتوفر أمرين حتى تضمن ثقة الأمة وانقيادها ، نبينهما لكم في الحلقة القادمة إن شاء الله .

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


أبو زياد غوشة

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع