الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى القدوس - ح5

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :


القدوس :

 

اسم من أسماء الله الحسنى. وهو يعني المطهر. وتقدس في اللغة يعني تطهر، ومنها التقديس أي التطهير، والقدس, والقدس: بسكون الدال وضمها تعني الطهر.

ومنها سمي جبريل عليه السلام روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة. وقدس الرجل الله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته، وعظمه وكبره، ومنها قول الملائكة لله تعالى: ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ). (البقرة30) ومن المعلوم أن مفهوم الطهارة الإلهية يختلف عن مفهوم الطهارة البشرية. فالطهارة البشرية لها أكثر من معنى، منها: الطهارة من الدنس، ومن كل ما يكون سببا للإصابة بالآفات والأمراض، كما في قوله تعالى: ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهر‌كم به ). (الأنفال11) ومنها أيضا الطهارة من الآفات القلبية والنفسية كالحقد والحسد والبغض والبخل، قال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهر‌هم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ). (التوبة103) ومنها الطهارة من المعاصي، قال تعالى: ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخر‌جوا آل لوط من قر‌يتكم إنهم أناس يتطهر‌ون ). (النمل56).


مفهوم قداسة الله :


لا يمكن أن تكون القداسة أو الطهارة الإلهية بالمعنى البشري، بل إنها تختلف اختلافا مطلقا عن الطهارة البشرية. ولكي نفهم هذا الاختلاف ينبغي أن ندرك أن النجاسة الحقيقية كالبول والبراز وغيره مرتبطة بالبنية الجسدية للإنسان، فلولا الجسد لما كان هناك بول أو براز أو عرق أو دم الحيض. والله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‌ ). (الشورى11) فهو مبرأ من جميع وجوه النجاسة والدنس التي تصيب البشر بسبب بنيتهم الجسدية. ومبرأ من النجاسة المعنوية كالكفر والشرك والمعصية، ومنتفية في حقه عز وجل؛ لأنه غير خاضع لتكليف حتى يوصف بهذه الأوصاف.


معنى قداسة الله :


فقداسة الله تعني أن الله جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق. لأن الكمال المطلق للحق تبارك وتعالى يقتضي كمال صفاته العلية، وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية. على سبيل المثال صفة القدرة، هذه الصفة نسبية لدى الإنسان بمعنى أنه يقدر على أشياء ولا يقدر على أخرى. بينما نجد صفة القدرة لدى الله جل وعلا مطلقة، بمعنى أنه سبحانه قادر على كل شيء، فلا يعجزه شيء، ولا يقف ضد إرادته شيء. والقدوس في هذا الصدد تعني أنه تبارك وتعالى مطهر عن النقص والعجز في الصفات. فجميع صفاته مطلقة. أي تبلغ منتهى الكمال في الوصف، فرحمته مطلقة, وعلمه مطلق، وحكمته مطلقة, وسمعه مطلق، وعزته مطلقة, وعدله مطلق، وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى.


أيها المؤمنون :


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع