الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة ج4

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد القهار، عدد أغصان الأشجار، وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.


أما بعد: قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُ‌ونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُ‌ونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَ‌سُولٍ كَرِ‌يمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ‌ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُ‌ونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِّن رَّ‌بِّ الْعَالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ). صدق الله العظيم.


أيها المؤمنون: الهجوم على الأنبياء والمرسلين دأب الكفار الحاقدين قديما وحديثا، فليس غريبا أن يتعرض الأنبياء للهجوم والافتراء وتشويه السمعة بغير وجه حق، فهذه سنة من سنن الله في خلقه أن يبقى الصراع بين الحق والباطل مستمرا، ولن يتوقف ما دامت الحياة موجودة على ظهر هذه الأرض. قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِ‌مِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرً‌ا). (الفرقان 31)


إن ما جرى للأنبياء والرسل من قبل قد تكرر مع خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ‌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ). (الذاريات 54) فهذا سيدنا نوح عليه السلام يقول عنه قومه: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَ‌جُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَ‌بَّصُوا بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ). (المؤمنون 25) فوصفوه بالجنون! أما سيدنا هود عليه السلام فقد قال عنه قومه: (إِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٦٦) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَ‌سُولٌ مِّن رَّ‌بِّ الْعَالَمِينَ).(الأعراف 66) فوصفوه بأنه سفيه وكاذب.


أيها المؤمنون: وأما سيدنا صالح عليه السلام فقد وصفه قومه بأنه كاذب قال تعالى على لسانهم: (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ‌ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ‌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ‌). (القمر26) وأما سيدنا شعيب عليه السلام فقد قال الله تعالى حكاية عن قومه: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ).(هود91) وأما سيدنا موسى عليه السلام فقد قال فرعون عنه لقومه: (قَالَ إِنَّ رَ‌سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ‌سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء 27) وقال فرعون للسحرة: (إِنَّهُ لَكَبِيرُ‌كُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ‌ ۖ) (طه71) فوصفه بالجنون والسحر! وأما سيدنا عيسى عليه السلام فقد وصفه بنو إسرائيل بأنه ساحر قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ).فوصفوه بالسحر أيضا (المائدة110 ) وعن أمه الصديقة مريم عليها السلام قالوا: (وَبِكُفْرِ‌هِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْ‌يَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء 156)


أيها المؤمنون: أما سيدنا محمد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم بشهادة رب العالمين وكفى به شهيدا، فقد تعرض لحملة تشويه وافتراء تكاد تزول منها الجبال، فقالوا عنه بأنه مسحور قال تعالى: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَ‌جُلًا مَّسْحُورً‌ا) (الإسراء 47) وقالوا عنه صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون. قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ‌ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ). (الحجر 6) وقالوا عنه بأنه شاعر. قال تعالى حكاية على لسانهم: (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَ‌اهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ‌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْ‌سِلَ الْأَوَّلُونَ). (الأنبياء 5) وقالوا عنه بأنه ساحر كذاب. قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَقَالَ الْكَافِرُ‌ونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ‌ كَذَّابٌ).


أيها المؤمنون: يحقد الكفار على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رسالته التي جاء بها من عند الله تعالى للبشرية جمعاء: أولها وآخرها، ذكرها وأنثاها، أبيضها وأسودها، ولكن الله سبحانه وتعالى ثبت نبيه، وأظهر دعوته، ونصر دينه، ورد كيد الكائدين ومكر الماكرين عنه من قبل بأولئك الصحابة الأطهار الأبرار، فكانوا من المؤمنين المفلحين الذين قال تعالى فيهم: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُ‌وهُ وَنَصَرُ‌وهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ‌ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (الأعراف157) وقال تعالى عنهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِ‌هِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). (الأنفال 63) نسأله سبحانه أن يجعلنا مثل أولئك الصحابة، وأن يعيننا على رد كيد الكافرين عن نبي الإسلام وعن دعوته في هذه الأيام، وذلك بأن يمكننا من إقامة دولة الخلافة التي تتولى ذلك العمل نيابة عن المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، فتنسي الكافرين الحاقدين على الإسلام وأهله وساوس الشيطان!


أيها المؤمنون: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


أخوكم محمد أحمد النادي

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع