الخميس، 03 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الفلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة ج5

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الواحد القهار، عدد أغصان الأشجار، وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.


أما بعد :


أيها المؤمنون :

 

ولعل أكثر من تناول رسولنا الكريم بالإساءة والتجريح هم المستشرقون، ومن يسمون رجال الدين النصارى، فالمستشرقون جندهم الاستعمار ليكونوا أداة طعن تطعن في الإسلام، وليلبسوا الحق بالباطل: فمنهم من اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بسرقة ما جاء في التوراة والإنجيل! وزعموا أن محمدا باعتباره مؤلفا للقرآن الكريم قد اقتبس أغلب ما جاء فيه من القصص والحكم والأمثال من التوراة والإنجيل! وهذا الزعم مما يعلم المستشرقون أنفسهم أنه كذب ومحض افتراء! إذ إنهم يعلمون أن محمدا كان أميا، وأن السرقة من هذه الكتب تستلزم كتبا مترجمة إلى اللغة العربية التي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتقن قراءتها ولا كتابتها، فضلا عن إتقان اللغات العبرية والسريانية واليونانية قراءة وكتابة.


أيها المؤمنون :

 

هذا وقد جاءت الحروب الصليبية لتشحن نفوس الدهماء من الغربيين ضد الإسلام فقام قساوستهم ومن يسمون رجال الدين عندهم بتصوير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحمل عصا يضرب بها عيسى عليه السلام، ونشروا تلك الصور في كل أنحاء أوروبا فإذا سألهم أحد عن تلك الصور قالوا: "هذا نبي العرب يضرب المسيح وقد جرحه ومات!". فينزعجون لذلك ويبكون ويحزنون، ويخرجون عند ذلك من بلادهم لنصرة دينهم ونبيهم، يخرجون إلى موضع حجهم في بيت المقدس، يخرجون في كل أحوالهم على الصعب والذلول حتى النساء المخدرات والزانيات، والذين عند أهلهم من أعز الثمرات، وقد خرجوا فعلا في حرب صليبية دامت أكثر من مائة عام قتلوا فيها أمما، وأزهقوا فيها نفوسا وأرواحا لا تعد ولا تحصى، حتى استطاع صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه في النهاية أن يطهر البلاد من رجسهم وإفكهم! والتاريخ يعيد نفسه، فها هي أمريكا والغرب بحكامهم ومسؤوليهم يعيشون أجواء أن الدولة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قادمة لا محالة، وأنها ستطرق وستدق أبوابهم من جديد كما بشر الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه بأن المسلمين سيفتحون روما وغيرها من بلاد الغرب، وهذا ما يخوفهم بل ويرعبهم ويزعجهم حيث وصل ذلك إلى مسامعهم أن ذلك سيتحقق بإرادة الله جل في علاه، إنه سبحانه نعم المولى، ونعم النصير!


أيها المؤمنون :

 

هذه الأفلام والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي تعرض شخصيته بصورة تهكمية، وتقدمه للناس على أنه شخص يمثل قوى الشر نشرت مع سبق الإصرار، وكان موقف حكامهم حماية المسيئين تحت حجة حرية الصحافة وحرية التعبير والنشر، واستهجان أي رد فعل غاضب من قبل المسلمين، وتصويره على أنه عنف غير مبرر، واستغلاله لتصوير أن الإسلام دين عنف، وأن المسلمين إرهابيون! أما حكام المسلمين فكأن ما يحدث يحدث وهم نيام، وأن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، وهم لم يستيقظوا بعد، فلا إجراءات ردع، ولا طرد لسفير، بل على العكس من ذلك، فقد عززوا حراستهم لهذه السفارات، وأطلقوا النار على كل من يقترب منها حتى سقط الكثير من أبناء المسلمين المحتجين على وجود سفارات تلك الدول في بلادهم، ولم تكتف أمريكا بالإساءة وحمايتها حتى أخذت تستعرض عضلاتها في البحر أمام دول العرب والمسلمين، وبالفعل فقد أرسلت جنودها من المارينز ليقوموا بحراسة هذه السفارات؛ لأنهم يعلمون أن حراسها من المسلمين ربما لا يقومون بهذه المهمة كما تريد أمريكا، فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل في أمريكا وفي حكامنا!


أيها المؤمنون :

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


أخوكم محمد أحمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع