معالم الإيمان المستنير التوكل على الله ح2
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المؤمنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :
كان نبي الله نوح عليه السلام يتوكل على الله تعالى حق توكله. قال تعالى في سورة يونس: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ [71] فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [72] فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ [73] }.
أيها المؤمنون:
وإليكم تفسير هذه الآيات الكريمة :
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم اقصص على المشركين من أهل مكة الذين يكذبونك ويخالفونك خبر أخيك نوح عليه السلام مع قومه الذين كذبوه كيف أهلكهم الله ودمرهم أجمعين بالغرق, ليحذر هؤلاء أن يصيبهم من الهلاك والدمار ما أصاب أولئك. حين قال لقومه: يا قوم إن كان عظم وشق عليكم طول بقائي فيكم وبين أظهركم, وتذكيري وتخويفي إياكم بآيات ربكم وحججه وبراهينه, وعزمتم على قتلي وطردي, فعلى الله توكلت وعليه وحده اعتمدت, وبه وثقت, فلا أبالي بكم, فاعزموا أمركم, وادعوا شركاءكم الذين تدعون من دون الله من الأصنام والأوثان, ودبروا ما تريدون لمكيدتي, ولا يكن أمركم في شأني مستورا بل مكشوفا مشهورا, فأنفذوا ما تريدونه في أمري, ولا تؤخروني ساعة واحدة, فإني لا أبالي بكم, ولا أخاف منكم.
قال المفسرون: وإنما خاطبهم بذلك إظهارا لعدم المبالاة, وثقة بالله ووعده له بحمايته وعصمته من أعدائه. فإن كذبتم وأعرضتم عن نصيحتي وتذكيري, فليس لأني طلبت منكم أجرا حتى تمتنعوا, بل لشقاوتكم وضلالكم, وما أطلب ثوابا أو جزاء على تبليغ الرسالة إلا من الله, فأصروا واستمروا على تكذيب نوح عليه السلام, فنجيناه ومن معه من المؤمنين في السفينة, وجعلنا من معه من المؤمنين سكان الأرض, يخلفون المغرقين, فانظر يا محمد كيف أنجينا المؤمنين, وأهلكنا الكافرين! والغرض من هذه القصة تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم , والتحذير لكفار مكة أن يحل بهم ما حل بالسابقين.
أيها المؤمنون :
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.