الخميس، 03 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير التوكل على الله ح7

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون :

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :

 

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يتوكل على الله حق توكله. روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين, ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية, فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل الحبشة, حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة (1) وهو سيد القارة, قال ابن الدغنة: " إن مثلك لا يخرج ولا يخرج؛ فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم, ( (1) الدَغِنّة: بفتح الدال, وكسر الغين, وتشديد النون, هكذا وردت في صحيح البخاري الدُغُنّة: بضم الدال والغين, وتشديد النون, عند أبي ذر مصححا عليه) وتحمل الكل, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق, وأنا لك جار, فارجع فاعبد ربك ببلادك ", فارتحل ابن الدغنة, فرجع مع أبي بكر رضي الله عنه, فطاف في أشراف كفار قريش. فقال ابن الدغنة لهم: " إن أبا بكر لا يخرج مثله, ولا يخرج. أتخرجون رجلا يكسب المعدوم, ويصل الرحم, ويحمل الكل, ويقري الضيف, ويعين على نوائب الحق؟ ".


فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة, وآمنوا أبا بكر رضي الله عنه. وقالوا لابن الدغنة: " مر أبا بكر فليعبد ربه في داره, فليصل, وليقرأ ما شاء, ولا يؤذينا بذلك, ولا يستعلن به, فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا ". قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر رضي الله عنه, فطفق أبو بكر رضي الله عنه يعبد ربه في داره, ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره.


ثم بدا لأبي بكر رضي الله عنه فابتنى مسجدا بفناء داره, وبرز فكان يصلي فيه, ويقرأ القرآن, ويتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه, وكان أبو بكر رجلا بكاء, لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن.


فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين, فأرسلوا إلى ابن الدغنة, فقدم عليهم فقالوا: " إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره, وإنه جاوز ذلك, فابتنى مسجدا بفناء داره, وأعلن الصلاة والقراءة, وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا, فأته, فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل, وإن أبى إلا أن يعلن ذلك, فسله أن يرد إليك ذمتك, فإنا كرهنا أن نخفرك, ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان ".


قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة أبا بكر رضي الله عنه فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه, فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له.


قال أبو بكر: " إني أرد إليك جوارك, وأرضى بجوار الله عز وجل ... ". اللهم يا مجير أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون :


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع