الخميس، 03 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من اروقة الصحافة كلينتون ديمقراطيات العرب ضرورة إستراتيجية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة أن دعم الولايات المتحدة لعملية التحول الديمقراطي في الدول العربية ليس من المثاليات، بل أصبح يمثل "ضرورة إستراتيجية" بالنسبة لواشنطن.


وبعد مرور عامين على انطلاق الربيع العربي من تونس، وبينما ظلت الولايات المتحدة تدعم على مدى عقود الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي، وعدت كلينتون خلال مؤتمر صحفي في واشنطن بشأن الديمقراطية في العالم العربي بأن بلادها لن تقوم مجددا بمثل هذا " الخيار السيئ بين الحرية والاستقرار ".


----------------


تصريحات كلينتون هذه تعبر عن حقيقة النظرة الأمريكية للمنطقة وأهميتها الإستراتيجية بالنسبة لها ، وهي تعبر أيضا عن استعداد أمريكا للتلون والنفاق السياسي بكافة الأشكال الممكنة في سبيل إبقاء هيمنتها الاستعمارية في العالم الإسلامي وتحديدا في البلدان العربية، فهي لا تختار بين الحرية والاستقرار كما ادعت كلينتون، بل بين أشكال الهيمنة السياسية المفروضة على المنطقة، سواء أكانت عبر الدكتاتوريات كما كان الحال وما زال في بعض البلدان، أم من خلال الديمقراطيات وإفرازاتها كالدولة المدنية بالمرجعيات المتعددة.


فالديمقراطية بالنسبة لأمريكا هي سلاح أساسي تبسط من خلاله الشكل الآخر للاستعمار الغربي، فبعد عقود من الدعم الأمريكي والغربي للأنظمة الحاكمة الدكتاتورية لا سيما في بلدان ما سمي بالربيع العربي، وما ترافق مع ذلك الدعم من سلب ونهب للثروات، وقمع وقتل وتشريد لأبناء الأمة، وجدت أمريكا أن الوجه الدكتاتوري للحكم أمسى إلى زوال، وأن الشعوب المسلمة بدأت تطالب بالحرية من قيود الأنظمة الحاكمة وكسرت حاجز الخوف وانطلقت تنشد الكرامة والتحرر، ولهذا رأت أمريكا في الديمقراطية سلاحها المناسب لتضليل الثوار وإبقائهم داخل الدائرة المقبولة غربيا للتغيير الشكلي، وما كان منها إلا احتواء بعض الحركات والجماعات السياسية (المعتدلة) وإشراكها في العملية السياسية تحت غطاء الديمقراطية، وإيصال بعضها للحكم شريطة تنازلها عما ادعته يوما من الثوابت.


إن الأجدر بالحركات المشاركة في أنظمة الحكم والمسماة بالمعتدلة أن تقوم بإعلان براءتها من أمريكا وديمقراطيتها وأن تنزع عن نفسها الأغلال والقيود الغربية المفروضة عليها كثمن سياسي للقبول بها لاعبا سياسيا ومشاركا في الحكم، وعليها العودة لمنهاج ربها قبل أن تلفظها الشعوب كما لفظت الأنظمة الدكتاتورية قبلها.


إن المستقبل السياسي للمنطقة لن يكون حكرا على أمريكا والغرب، بل إن المرشح الوحيد القادر على ضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها هو الإسلام العظيم متمثلا بدولة الخلافة الراشدة.

 


كتبه: أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع