من أروقة الصحافة كيري نريد رؤية الأسدَ والمعارضةَ المتعاونةَ جالسيْن على الطاولة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزيرة نت - ١٢/٣/٢٠١٣ قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي إسبن بارث "نريد أن نتمكن من رؤية الأسد والمعارضة جالسين على الطاولة لإنشاء حكومة انتقالية بحسب إطار العمل الذي وضع في جنيف"، مضيفا أن اتفاق جنيف يتطلب موافقة متبادلة من كلا الطرفين لتشكيل الحكومة الانتقالية.
وقال "لا بد أن يغير الأسد حساباته فلا يظن أنه قادر على إطلاق النار إلى ما لا نهاية، ولا بد أيضا من معارضة سورية متعاونة تأتي إلى الطاولة".
==============
إن تصريحات كيري هذه تزامنت مع الدعوة الرسمية لمعاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة وسليم إدريس رئيس هيئة الأركان لزيارة واشنطن، وهي إشارة واضحة إلى المقصود (بالمعارضة المتعاونة)، فتارة تطلق أمريكا وصف (المعتدلة) وتارة وصف (المقبولة) على المعارضة الخارجية المتمثلة بالائتلاف السوري وبهيئة الأركان، لذلك فإن هذه الأطر المستحدثة تحظى باهتمام الإدارة الأمريكية والغرب وروسيا، وتتلقى الدعم المالي والسياسي لتقويتها لتكون أداة فاعلة في التصدي لإسلامية الثورة التي تصفها أمريكا (بالمتطرفة)، وفي الوقت نفسه لتكون حصان طروادة لتحقيق الانتقال السياسي السلمي في سوريا.
إن تفاهمات جنيف كانت دوما هي السقف المقبول أمريكيا للحل، إلا أن تطبيقها ومحاولة إقناع الشارع السوري بها ليس بالأمر الهيّن، سيما وأن الغرض منها هو جلوس المعارضة المستحدثة مع الأسد على طاولة التفاوض والخروج بحكومة انتقالية مشتركة من أقطاب النظام وأقطاب المعارضة، وهو ما فشل المجلس الوطني السوري في تحقيقه، فتفتق ذهن الدبلوماسية الأمريكية عن اختيار شيخ وخطيب سابق للجامع الأموي ليكون واجهة جديدة وقالبا (إسلاميا معتدلا) للتفاوض مع النظام، فكانت صناعة الائتلاف ثمرة لتلك المؤامرة التي حاكها روبرت فورد- السفير الأمريكي بدمشق- بمكر ودهاء.
لقد أدرك ثوار الخنادق حقيقة الدور المشبوه للائتلاف السوري وذراعه العسكري المتمثل بالمجالس العسكرية بقيادة سليم إدريس، مما دفع أمريكا أن تبذل المزيد من التآمر على هذه الثورة المباركة أملا في تطويعها وجرها إلى مستنقع الفشل، كما حدث للثورات التي سبقتها في المنطقة، إلا أن رعاية الله سبحانه وتكفله بثورة الشام، أفشلت مساعي أمريكا وروسيا والغرب، فقد بيعت ثورة الشام لله، وستكون تجارة رابحة بإذن الله.
فالصبر والثبات على الحق سيؤتي أكله قريبا بإذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
أبو باسل